هي مجرد إطلالات أم أحلام ترجمها المصمم بيتر عبد الكريم على ورق قبل أن تتجسد أزياء لبست قوام النساء بإتقان محكم. قصات منحوتة وألوان جذابة شكل الأسود عنصر جذب لاسيما وأنه من الألوان الجديدة التي استعان بها المصمم العاشق للألوان والقصات الهندسية المزدحمة بزخرفات فنية. أطلق المصمم بيتر عبد الكريم مجموعته الجديدة 'أحلام شرقية' لتحاكي نساء العالم بلفتة شرقية لا تخلو من الحشمة، وتلبي إيقاع المرأة العصرية أينما حلت.

التقينا بالمصمم وكان لنا معه هذا الحوار...

- ما الذي يربط الهندسة بالتصميم كونك مهندساً معمارياً؟

هما عالمان متقاربان، فالتصميم عملية بناء وأنا أحرص على تصميم الفستان وتأسيسه تماماً كما نبني منزلاً، فأحرص على تناغم التفاصيل وعلى دقة التنفيذ التي لا تحتمل الخطأ. أولي أهمية على رسمة الفستان وخطوطه وانحناءاته وتنفيذه من الداخل، وهي نقاط مشتركة بين الهندسة والتصميم.

- من شجعك في خوض هذا المجال؟

بدايتي لم تكن سهلة فعقليتنا شرقية والمجتمع لم يكن يتقبل هذه المهن الإبداعية التي ربما لا تدر الربح الوفير في البداية، ولا توحي بالأمان في مجتمع مليء بالأزمات. ولكن الوضع اليوم تغير إذ بات الناس أكثر تقبلاً للمهنة ويحترمونها أكثر وبت ألقى الدعم والتشجيع من العائلة التي كانت في الماضي تعتبر أن هذه المهنة ليست أكثر من هواية.

- لمن تدين بنجاحك؟

أدين بنجاحي للناس الذين شككوا بموهبتي لأنهم أعطوني حافزاً للاستمرار وتحقيق طموحاتي في الحياة، فالصبر والرغبة في التحدي أمداني بالقوة لتحقيق حلمي والنجاح.

- كيف ترى انتقالك الى الهوت كوتور في وقت تميل النساء إلى البساطة؟

في ظل إيقاع الموضة السريع الذي يمشي فيه العالم اليوم وفي عصر التكنولوجيا، تأتي مجموعتي كلفتة لتلبية احتياجات غير متوافرة في السوق، فالكوتور عمل فني راق ومساحة من الحلم يحفز على الإبداع وهو ما أحتاج اليه لأترجم ما أعجز عنه في المجموعات الجاهزة. صحيح أن النساء باتت تميل اإلى البساطة ولكنها ترغب بالخصوصية والتفرد الذي يؤمنه لها الكوتور لتشعر بأنها مميزة.

- لِم أسميت مجموعتك 'أحلام شرقية'؟

لقد استغرقت مني تسعة أشهر بين تنفيذ وتخطيط وتفصيل وتطريز وهي أول مجموعة هوت كوتور وقد تميزت باللون الأسود، فأنا من هواة هذا اللون ولكنني اعتبره كلاسيكياً وآمناً، لذا حاولت من خلال 3 فساتين سوداء نفّذتها أن أكسر قواعد الروتين بإدخال التطريز المنمق والريش فيها، للحصول على إطلالات مبهرة. الهوت كوتور يبرز براعة المصمم والشعار الذي يتخذه المصمم لداره، وأنا أؤمن بأن المرأة لا تزال ذواقة وتفتش عن المميز لتشرق في كل المناسبات.

- أهديت مجموعتك للمرأة الشرقية فهل لا تزال تؤمن بوجود فوارق بين المرأة العربية والأجنبية؟

صحيح أننا نتجه الى ذوق موحد بين النساء على اختلاق انتماءاتهن ولكنني أعتبر أن المرأة الشرقية لاتزال تتمتع بعين ناقدة وبصيرة أكثر حدة في التمييز بين القطع ومعرفة الغني فيها، لذا أطلقت على مجموعتي صفة الشرقية فالتطريز والعناية بالتفاصيل والزخرفات مستوحاة من الشرق، منذ أيام السلاطين ولا ننسى التطريز الهندي والأزياء الفينيقية. واستعنت بألوان تحاكي الحلم مثل البيبي بلو والباستيل الزهري والغريج والسومون المبودر.

- وما الرسالة التي تريد إيصالها؟

هي رسالة رقي موجهة الى المرأة العربية وقد حاولت جمع الشرق والغرب بمنحى شرقي، قد يلفت المرأة الغربية لرقيها.

- ما مشاريعك للمستقبل؟

نحن بصدد التحضير للمجموعة الجاهزة في منتصف سبتمبر لخريف وشتاء 2025- 2026 وسيليها في ديسمبر مجموعة العروس التي تضم فساتين الزفاف لعام 2026.

تابعي المزيد عن بيتر عبد الكريم يروي قصته الإبداعية

تابعي المزيد في يوم التراث العالمي.. عندما يتحول التطريز والتصميم اليدوي لفن يجسد الهوية ترويها كل من مؤسستي معهد 'مجال'