بهدفِ تشكيل مرجع استراتيجي يعنى بملامح المشهد الإعلامي، في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، خلال السنوات المقبلة، أطلق نادي دبي للصحافة، تقرير نظرة على الإعلام العربي - رؤية مستقبلية، على هامش فعاليات 'قمة الإعلام العربي 2025'، التي انطلقت في الـ26 من مايو الجاري واستمرت على مدار 3 أيام.

'الإعلام لم يعد قوة إقليمية فحسب بل وجهة لابتكار المحتوى'

بحسب التقرير، فإن قطاع الإعلام العربي، شهد تحولًا جذريًا إذ لم يعد قوة إقليمية أساسية فحسب، بل وجهة عالمية لسرد القصص وابتكار المحتوى والتعبير الفني. فقد أصبحت المنطقة تقف عند منعطف حاسم في ظل ما نشهده من تقاطع بين الإعلام من جهة والتقنيات من جهة أخرى.

ولفت التقرير، إلى أن الذكاء الاصطناعي بات يُعيد تشكيل سلسلة قيمة قطاع الإعلام بسرعة، بدءًا من صناعة المحتوى وتنسيقه، إلى توزيعه وتحقيق الانتفاع التجاري منه.

نمو كبير في سوق الإعلام في المنطقة وشمال أفريقيا

التقرير الذي أصدره نادي دبي للصحافة، توقع أن ينمو سوق الإعلام في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من 17 مليار دولار في العام 2024 إلى 20.6 مليار دولار في عام 2028، بمعدل نمو سنوي مركّب يبلغ 4.9%.

وأرجع التقرير هذا النمو، إلى القطاعات القائمة على التقنية، أي الألعاب الإلكترونية (معدل نمو سنوي مركب بنسبة 4.4%) والإعلانات عبر الإنترنت (معدل نمو سنوي مركب بنسبة 7.2%) في حين تواصل وسائل الإعلام التقليدية مثل الصحف والتلفزيون في التراجع، ومازالت الإعلانات هي القطاع الأكبر، يليها الإعلام المرئي.

ما هو نطاق التقرير؟

يغطي التقرير الأسواق العربية الرئيسة، بما فيها الإمارات والسعودية ومصر، وبقية دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مع الاستفادة من مرئيات إضافية حول الجزائر والبحرين والأردن والكويت ولبنان والمغرب وعمان وقطر. ويشمل التقرير أيضًا أسواقًا عالمية مختارة للمقارنة المعيارية ودراسات الحالات.

القطاعات المشمولة في التقرير

الإعلام المرئي

الإعلام المسموع

النشر

الإعلانات

الألعاب الإلكترونية

لمحة عن سوق الإعلام العالمي

التقرير توقع أن ينمو سوق الإعلام العالمي بين عام 2024 و2028، من 1.8 تريليون إلى 202 تريليون دولار أمريكي، بمعدل نمو سنوي مركب بنسبة 5.3% ومازالت الإعلانات القطاع الأكبر، إذ سيشكل أكثر من 45% من إجمالي القيمة بحلول العام 2028، يليه الإعلام المرئي.

وفي حين يواصل قطاعا النشر والإعلام المسموع تأدية أدوار مهمة، فإنه من المتوقع أن يشهدا نموًا سلبيًا أو محدودًا، مع انخفاض النمو في قطاع النشر بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 1.1%.

في المقابل، يتوقع أن ينمو قطاع الألعاب الإلكترونية بنسبة 7.9% وقطاع الإعلانات عبر الإنترنت بنسبة 8.6%؛ ما يشير إلى التحول الكبير للمستهلكين والمعلنين نحو الصيغ الرقمية والتفاعلية.

العوامل الداعمة للنمو

أما فيما يتعلق بأهم العوامل التي تدفع نحو النمو، فأشار التقرير إلى أن الدور الحيوي لتطوير المواهب، من خلال الأكاديميات المتخصصة والمراكز الإبداعية التي أطلقتها حكومات المنطقة.

ويبرز التقرير الجهود المتزايدة لتوفير التمويل للمؤسسات الإعلامية، خاصة في الإمارات والسعودية، حيث تُمنح حوافز سخية للإنتاج واستثمارات في المراحل المبكرة، فيما بدأت مصر اتخاذ خطوات مماثلة لتعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص.

يأتي ذلك، فيما سلّط التقرير الضوء على دور الذكاء الاصطناعي المتسارع، في تشكيل مستقبل الإعلام، إذ يُستخدم في تخصيص المحتوى، وتسريع الإنتاج، وتقديم توصيات ذكية.

أيضًا، أكد التقرير على ضرورة وجود تشريعات واضحة لمواجهة التحديات الأخلاقية والتنظيمية الناتجة عن اعتماد هذه التقنيات.