بعد غياب طويل عن المسرح القومي، يعود الفنان القدير يحيى الفخراني ليتصدر المشهد مجددًا، من خلال مسرحيته 'الملك لير'، في عرض مرتقب يشهد عودة واحدة من أبرز الشخصيات المسرحية، وسط تحضيرات مكثفة، وتجهيزات فنية متقدمة تعكس رؤية جديدة للنص الشكسبيري الخالد.

عودة 'الملك لير' في هذا الموعد

في تصريح خاص لموقع 'فوشيا'، كشف د. أيمن الشيوي، رئيس المسرح القومي، أن عرض 'الملك لير' سيُفتتح، رسميًا، يوم الخميس 26 يونيو الجاري، في تمام الساعة السادسة مساءً بتوقيت القاهرة، على خشبة المسرح القومي بالعتبة، مؤكدًا أن الإفصاح والإعلان الرسمي للجمهور سيُصدر يوم السبت المقبل.

وأضاف الشيوي أن المؤتمر الصحفي الذي كان مقررًا عقده قبل الافتتاح قد تم إلغاؤه، لافتًا إلى أن الافتتاح سيُقام دون مراسم الـ'ريد كاربت'، في تركيز مباشر على الحدث الفني نفسه.

وأشاد الشيوي بخطوة عودة يحيي الفخراني إلى بيته بالمسرح القومي، لتقديم واحد من أبرز وأهم عروضه، مؤكداً أنه سيتم خلال العرض الكثير من المفاجآت والعناصر المبهرة.

وزير الثقافة يشيد بالفخراني من قلب البروفات

كان وزير الثقافة المصري، الدكتور أحمد فؤاد هنو، قد حرص على حضور جانب من البروفات، معربًا، في بيان رسمي، عن فخره بعودة النجم الكبير يحيى الفخراني إلى المسرح القومي، واصفًا إياه بـ'رمز من رموز الإبداع الأصيل'، لما يتمتع به من موهبة استثنائية ومسيرة فنية خالدة.

ومن جانبه، توجّه يحيى الفخراني بالشكر للوزير على دعمه الدائم، ومتابعته المستمرة لمراحل التحضير، مؤكدًا أن مسرحية 'الملك لير' لها مكانة خاصة في تاريخه الفني، وأن العودة بها إلى المسرح القومي تمثل لحظة فارقة في مسيرته.

رؤية مختلفة وإخراج جديد

يُقدم العرض ضمن إنتاج فرقة المسرح القومي، التابعة للبيت الفني للمسرح، برئاسة الدكتور أيمن الشيوي، ومن إخراج الفنان شادي سرور، برؤية معاصرة تحمل العديد من العناصر البصرية والفنية المبهرة، في محاولة لإعادة تقديم النص الشكسبيري بما يناسب وجدان وذائقة الجمهور العربي اليوم.

نص شكسبيري برائحة عربية

في لقاء سابق مع برنامج 'مساء DMC'، وصف الفخراني 'الملك لير' بأنه 'أنسب نص شكسبيري لمصر والعالم العربي'، موضحًا أن طبيعة العلاقة بين الأب وبناته، التي تشكل جوهر المسرحية، لا تزال حاضرة في الثقافة العربية، على عكس ما أصبح عليه الأمر في الغرب.

وقال: كل مرة قدمت فيها الملك لير كانت القاعة ترفع لافتة كامل العدد.. الجمهور مرتبط بها.

قصة خالدة تعكس صراع السلطة والندم

تدور أحداث المسرحية حول الملك لير، الذي يقرر توزيع ممتلكاته على بناته الثلاث، بشرط أن تعبر كل منهن عن حبها له بالكلام، فتخدعه الكبيرتان بنفاقهما، بينما ترفض الصغرى مجاراتهما في الكذب، فيحرمها من نصيبها.

ومع تطور الأحداث، ينقلب عليه الزمان، وتتجلّى تراجيديا فقدان البصر والبصيرة.