متابعات- نبض السودان

في خطوة إنسانية تعكس التزام الدولة تجاه رعاياها في الخارج، أعلنت منظومة الصناعات الدفاعية في السودان، اليوم الإثنين 22 يوليو 2025، عن تكفّلها الكامل بإجلاء نحو 3 آلاف مواطن سوداني عالق في سلطنة عُمان، بالتنسيق مع سفارة السودان في مسقط، تنفيذًا لتوجيهات الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة والقائد العام للقوات المسلحة.

مبادرة إنسانية استجابة لظروف الحرب

المبادرة جاءت في استجابة مباشرة لنداءات الجالية السودانية في سلطنة عمان، والتي كشفت عن وجود آلاف العالقين من السودانيين، بعضهم فقد عمله، وآخرون لم يتمكنوا من تجديد إقامتهم، أو العودة بسبب ارتفاع تكاليف السفر وظروف الحرب المتصاعدة في البلاد.

وقد كلف الفريق أول ميرغني إدريس سليمان، مدير عام منظومة الصناعات الدفاعية، بتولي تنفيذ المبادرة ميدانيًا، وأكدت المنظومة أن هذه الخطوة تأتي في سياق المسؤولية الوطنية والمجتمعية، وفي إطار الجهود التي تبذلها الدولة للتخفيف من معاناة المواطنين في الداخل والخارج.

تنسيق مباشر مع سفارة السودان بمسقط

أشرف على المبادرة من الجانب الدبلوماسي سفير السودان لدى سلطنة عمان، السفير عصام عوض متولي، الذي أثنى على الاستجابة السريعة من المنظومة، واعتبرها لفتة إنسانية ووطنية تعكس تكامل الجهود الرسمية والشعبية لدعم أبناء الوطن في الخارج.

وأشار السفير إلى أن السفارة بدأت في إطلاق المبادرة منذ أبريل الماضي، حيث عملت على توثيق الحالات العالقة وتقديم تقارير رسمية بشأن أعداد السودانيين الراغبين في العودة، بعد فقدان وظائفهم أو تعثر تسوية أوضاعهم القانونية، خاصة بعد انتهاء مهلة المغادرة الطوعية التي حددتها السلطات العُمانية.

لجنة عليا وترتيبات لوجستية متكاملة

وبالتنسيق بين المنظومة والسفارة السودانية في مسقط، تم تشكيل لجنة عليا للإشراف على عملية التفويج، ضمت ممثلين عن الجهات المعنية، تولت ترتيب عمليات السفر والتفاوض مع شركات الطيران لتقديم تخفيضات في أسعار التذاكر.

كما تم تنظيم ترتيبات إضافية للمرحلة الثانية من التفويج عبر رحلات برية، لتأمين عودة الأسر التي لا تستطيع السفر جوًا، وتم توفير حافلات مخصصة تضمن سلامة وانتظام الحركة.

مرحلتان للتفويج: جوي وبري

وأوضحت اللجنة أن عملية الترحيل ستتم على مرحلتين:

شكر وامتنان للمنظومة والدولة

أعربت السفارة السودانية عن شكرها العميق لمنظومة الصناعات الدفاعية على مبادرتها التي أنقذت آلاف المواطنين من مصير مجهول، مؤكدة أن هذه الجهود تُبرهن على أن الدولة لم ولن تتخلى عن مواطنيها في المحن.

وشددت على أن المبادرة ليست مجرد نقل للمواطنين، بل رسالة دعم وأمل بأن الدولة السودانية، رغم الظروف القاسية، تظل حاضرة بجانب شعبها.

سلطنة عمان: وجهة السودانيين للعمل رغم التحديات

تُعد سلطنة عمان إحدى الوجهات المفضلة للسودانيين خلال السنوات الأخيرة بحثًا عن فرص العمل، خاصة في قطاعات الصحة، التعليم، والإنشاءات. إلا أن اندلاع الحرب في السودان تسبب في انهيار اقتصادي وعودة اضطرارية لآلاف السودانيين، ممن فقدوا وظائفهم أو لم يعودوا قادرين على الإقامة القانونية بسبب الرسوم والغرامات المرتفعة.

دعم الدولة السودانية لمواطنيها في الخارج

تؤكد هذه المبادرة أن السودان رغم الحرب والانقسامات السياسية، لا يزال يمتلك مؤسسات تقف في ظهر مواطنيه، وتضع معاناتهم في صدارة أولوياتها. وقد تمثل هذه الخطوة بداية لحملات إجلاء مماثلة من دول أخرى يواجه فيها السودانيون ظروفًا قاسية.