متابعات – نبض السودان

في مشهد جديد من مشاهد المأساة الإنسانية المتواصلة في غزة، استشهد اليوم الأربعاء، لاعب المنتخب الوطني الفلسطيني السابق سليمان العبيد، متأثرًا بإصابته برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، أثناء وقوفه في طابور للحصول على المساعدات الغذائية بمدينة غزة.

رصاصة الاحتلال تنهي مسيرة نجم كروي على بوابة المساعدات

وأكدت مصادر طبية في قطاع غزة استشهاد اللاعب البالغ من العمر 41 عامًا، والذي كان واحدًا من أبرز نجوم الكرة الفلسطينية خلال العقدين الماضيين، مشيرة إلى أنه لقي حتفه بينما كان يحاول الحصول على المواد الإغاثية في ظل الحصار القاتل والأوضاع الكارثية في القطاع.

العبيد.. نجم الملاعب الذي أنهته آلة الحرب

سليمان العبيد بدأ مسيرته الكروية في نادي خدمات الشاطئ، أحد أعرق أندية غزة، قبل أن ينتقل للعب مع نادي الأمعري في دوري الضفة الغربية الممتاز، وترك بصمته بقوة في الساحة الكروية الفلسطينية.

وقد سجل أول أهدافه الدولية لصالح منتخب فلسطين في شباك اليمن، خلال بطولة اتحاد غرب آسيا لكرة القدم عام 2010، كما شارك في تصفيات كأس التحدي الآسيوي 2012 وتصفيات كأس العالم 2014، وكان يُعرف بأخلاقه العالية وشغفه في الملعب وحبه لفلسطين.

جرائم متواصلة بحق الرياضيين وسط صمت دولي

استشهاد العبيد يأتي في سياق المجازر المستمرة التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين الفلسطينيين، والتي لم تستثنِ الرياضيين ولا الأطفال ولا المسنين. وتشير الإحصائيات إلى استشهاد 39 رياضيًا وشابًا وكشافًا فلسطينيًا خلال الشهر الماضي فقط.

وبذلك يرتفع عدد شهداء الحركة الرياضية والكشفية والشبابية في قطاع غزة منذ بدء العدوان والإبادة الجماعية إلى أكثر من 656 شهيدًا، في ظل تجاهل دولي مريب لهذه الكارثة الإنسانية، وصمت مدوٍّ من المؤسسات الرياضية العالمية.

العبيد ليس الأخير.. وغزة تنزف بلا توقف

رحيل الكابتن سليمان العبيد يؤكد أن الاحتلال لا يميز بين مدني وعسكري، ولا بين طفل ولا رياضي. وقد نعت الجماهير الفلسطينية الشهيد بكثير من الحزن والأسى، مؤكدين أن خسارته تمثل فقدانًا لأحد رموز الرياضة الفلسطينية، لكن اسمه سيبقى خالدًا في ذاكرة الكرة الوطنية وقلوب الجماهير.