اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ١٧ تشرين الأول ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
ترامب يتراجع عن إمداد كييف بصواريخ توماهوك وسط تحذيرات روسية وتصاعد التوترات الدولية
في تحول مفاجئ في الموقف الأميركي، أعلن الرئيس دونالد ترامب أنه غير مستعد حالياً للموافقة على بيع أوكرانيا صواريخ توماهوك بعيدة المدى، في وقت يستعد فيه لاستقبال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض لإجراء محادثات حساسة اليوم الجمعة، حول مستقبل الدعم الأميركي لكييف في حربها مع روسيا.
لقاء ترامب وزيلينسكي وسط أجواء متوترة
يأتي اللقاء بين الرئيسين بعد مكالمة هاتفية طويلة بين ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ناقشت بشكل مباشر تطورات الصراع الأوكراني، وتداعيات أي دعم عسكري إضافي تقدمه واشنطن لكييف.
ويعد هذا اللقاء الرابع بين ترامب وزيلينسكي منذ عودة ترامب إلى السلطة في يناير الماضي، والثاني خلال أقل من شهر، ما يعكس تسارع الجهود الدبلوماسية الأميركية لإعادة ضبط موازين القوة في الحرب الدائرة منذ أكثر من عامين.
تحذيرات روسية شديدة اللهجة
وخلال المكالمة الأخيرة بين ترامب وبوتين، حذر الأخير من أن إمداد كييف بصواريخ توماهوك لن يغير مسار المعركة على الأرض، لكنه قد يؤدي إلى تدهور خطير في العلاقات الأميركية الروسية.
ونقل مستشار السياسة الخارجية في الكرملين يوري أوشاكوف عن بوتين قوله إن مثل هذا القرار 'سيضر بشكل جوهري بالعلاقة بين بلدينا'، في إشارة إلى أن موسكو قد ترد بخطوات تصعيدية سياسية أو عسكرية.
زيلينسكي يطالب بالقدرات البعيدة المدى
من جهته، يسعى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال زيارته لواشنطن إلى الحصول على منظومة صواريخ بعيدة المدى تمكن قواته من استهداف العمق الروسي، بما في ذلك القواعد العسكرية والبنية التحتية للطاقة والاتصالات، لوقف الزخم العسكري الروسي المتزايد في شرق أوكرانيا.
لكن تصريحات ترامب الأخيرة خيبت الآمال الأوكرانية، إذ قال بوضوح:
'نحن بحاجة لصواريخ توماهوك للولايات المتحدة أيضاً. لدينا الكثير منها، ولكننا بحاجة لها. لا يمكننا استنزاف بلادنا'.
ترامب يوازن بين الداخل والخارج
هذا التصريح فُسر على أنه تراجع رسمي عن نية الإدارة الأميركية تسليح كييف بصواريخ توماهوك، بعد أن كان ترامب قد أبدى انفتاحاً جزئياً في الأيام الماضية على دراسة الطلب الأوكراني.
ويرى مراقبون أن الرئيس الأميركي يسعى إلى تجنب مواجهة مباشرة مع موسكو، وفي الوقت ذاته يحاول طمأنة الداخل الأميركي بأنه لن يفرّط في الترسانة الدفاعية للولايات المتحدة، خاصة في ظل التوترات العالمية المتزايدة.
المخزون الأميركي من صواريخ توماهوك
ووفقاً لتقديرات مارك كانسيان، الموظف السابق في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، فإن الولايات المتحدة تمتلك نحو 4150 صاروخ توماهوك في مخزونها حتى عام 2023.
وأشار كانسيان إلى أن واشنطن يمكن أن تتخلى عن 'عدد محدود' من هذه الصواريخ لصالح أوكرانيا دون التأثير الجوهري على قدراتها الدفاعية، لكن هذا العدد 'لن يكون كافياً لإحداث تحول نوعي في الحرب'.
قدرات صواريخ توماهوك القتالية
تعد صواريخ توماهوك واحدة من أقوى الأسلحة الاستراتيجية الأميركية، إذ يصل مداها إلى 1600 كيلومتر، ويمكن إطلاقها من الغواصات والمدمرات لاستهداف مواقع عسكرية أو بنى تحتية حيوية بدقة عالية.
واستخدمت الولايات المتحدة هذه الصواريخ في عدة عمليات خارجية، من بينها قصف مواقع في اليمن وإيران خلال العامين الماضيين، حيث أشارت تقارير إلى استخدام أكثر من 120 صاروخاً بعد عام 2022.
قيود على الإنتاج والاستخدام
ورغم قوتها، فإن إنتاج صواريخ توماهوك يشهد تباطؤاً ملحوظاً، إذ خصصت ميزانية عام 2026 الأميركية تمويلاً لإنتاج 57 صاروخاً فقط للجيش، بينما لم تشترِ البحرية الأميركية أي صواريخ جديدة في السنوات الأخيرة.
كما اشترت قوات مشاة البحرية الأميركية 22 صاروخاً فقط العام الماضي، مما يعني أن الاحتياطي الاستراتيجي محدود، وهو ما يفسر حرص ترامب على عدم استنزاف المخزون الوطني في حرب خارجية.
البعد الاستراتيجي للقرار الأميركي
يرى خبراء في الشؤون العسكرية أن تراجع ترامب عن تسليم صواريخ توماهوك لأوكرانيا قد يكون جزءاً من استراتيجية أوسع لإعادة فتح قنوات الحوار مع موسكو، خاصة بعد الاتصال الهاتفي الأخير مع بوتين.
في المقابل، يعتبر البعض أن القرار يمثل ضربة لآمال كييف التي كانت تراهن على دعم عسكري نوعي يعزز قدرتها على استهداف العمق الروسي ووقف التقدم في الجبهات الشرقية.
واشنطن بين الضغط الأوروبي والتحفظ الروسي
ورغم الضغوط الأوروبية المتزايدة لدفع واشنطن نحو تقديم مزيد من الدعم العسكري لأوكرانيا، يبدو أن إدارة ترامب تميل إلى تفضيل المسار الدبلوماسي، مدفوعةً برغبة في تجنب مواجهة مباشرة مع موسكو قد تشعل حرباً أوسع.
ويبقى السؤال المطروح الآن: هل سيكون قرار ترامب مجرد تراجع تكتيكي مؤقت، أم أنه تحول استراتيجي في السياسة الأميركية تجاه الحرب الأوكرانية الروسية؟