لم يعد الحديث عن اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD) يقتصر على التشخيص التقليدي أو الأدوية المنبهة المعتادة، بل أصبح الاهتمام اليوم منصبًّا على تطوير حلول علاجية أكثر دقة وفاعلية.

يعاني ملايين الأشخاص حول العالم من تحديات هذا الاضطراب، حيث يواجه البعض صعوبة في السيطرة على الأعراض، بينما يعاني آخرون من آثار جانبية مزعجة أو أمراض مصاحبة تزيد التعقيد.

لذلك، يتجه الطب الحديث نحو علاجات مبتكرة تشمل أدوية غير منبهة، أنظمة توصيل متطورة، تدخلات غذائية وأيضية، بالإضافة إلى العلاجات الرقمية، فهذه التغيرات تمثل خطوة كبيرة نحو تحسين جودة الحياة وتقديم رعاية تناسب احتياجات كل مريض بشكل فردي.

أحدث الأدوية غير المنبهة لعلاج اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه

لطالما اعتمدت معظم العلاجات الدوائية على المنشطات التقليدية مثل الميثيلفينيديت، إلا أن المرحلة القادمة تشهد بروز بدائل جديدة لعلاج فرط الحركة ونقص الانتباه، مثل:

مثبطات إعادة امتصاص النورإبينفرين الانتقائية (SNRIs): تعمل على تحسين الانتباه وتنظيم المزاج بعيدًا عن الدوبامين التقليدي.

منظمات نظام الغلوتامات: أدوية موجهة للسيطرة على التشتت العاطفي والمعرفي، مع فعالية متوقعة لدى أكثر من نصف المرضى البالغين.

إعادة استخدام أدوية قائمة: مثل سولريامفيتول وتيبيبيدين التي خضعت لتجارب لعلاج ADHD، ما يفتح الباب أمام خيارات علاجية أوسع.

دور التغذية والتمثيل الغذائي في علاج ADHD

من أبرز ما يميز الأبحاث الحديثة هو الربط بين تنظيم الجلوكوز واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه:

التجارب باستخدام محفزات GLP-1: أظهرت نتائج أولية واعدة في تحسين الوظائف التنفيذية لدى المرضى.

الأنظمة الغذائية منخفضة السكر أو الكيتونية: تُختبر كوسيلة لتثبيت نشاط الدماغ وتقليل فرط الحركة.

مؤشر HbA1c: ارتفاعه لدى مرضى ADHD يعزز الفرضية بأن خلل الأيض له علاقة مباشرة بشدة الأعراض.

العلاجات المركبة للتعامل مع ADHD والاضطرابات المصاحبة

نادراً ما يظهر اضطراب فرط الحركة بمعزل عن اضطرابات أخرى مثل القلق أو العجز المعرفي. لذلك ظهرت استراتيجيات جديدة:

دمج المنشطات مع محفزات ألفا-2: لتحكم أكثر توازناً بالأعراض.

المعززات الإدراكية: الجمع بين أدوية الخرف وأدوية ADHD لمواجهة قصور الذاكرة والانتباه.

نماذج الرعاية المتكاملة: حيث يعمل الأطباء والمعالجون معاً لتصميم خطة علاجية مخصصة.

العلاجات الرقمية لمرضى اضطراب فرط الحركة

الطب الرقمي أصبح جزءًا أساسياً من مستقبل العلاج:

ألعاب الفيديو الموصوفة مثل AKL-T01: أثبتت فعاليتها في تحسين الانتباه عند الأطفال.

منصات التدريب المعرفي: تقدم مهامَّ مخصصة مدعومة بالتغذية الراجعة البيولوجية.

الاختبارات الرقمية: تمنح تقييمًا موضوعيًّا لاستجابة العلاج وتساعد على تعديل الجرعات بدقة.

الطب الشخصي والتشخيص الدقيق في علاج ADHD

يبتعد العالم تدريجياً عن مفهوم 'دواء واحد للجميع' ليقترب من الطب الدقيق وهذا من خلال:

الاختبارات الجينية والأيضية: تساعد في اختيار الدواء المناسب منذ البداية.

خصوصية النساء والفتيات: حيث تُؤخذ التغيرات الهرمونية بعين الاعتبار في التشخيص والعلاج.

المراقبة اللحظية عبر التطبيقات: تتيح تعديل خطة العلاج بشكل فوري وفقاً لتغير الأعراض.