متابعات- نبض السودان

اهتزت العاصمة السورية دمشق، ظهر اليوم الأحد، على وقع تفجير دموي استهدف كنيسة مار إلياس في حي الدويلعة، مخلفاً عشرات الضحايا والمصابين، وسط ذهول وصدمة السكان، وارتباك أمني بشأن هوية الفاعلين ودوافع العملية.

فيديو أول من موقع التفجير.. مشاهد مروعة داخل الكنيسة

نشر المرصد الديمقراطي السوري مقطع فيديو هو الأول من نوعه يوثق اللحظات الأولى داخل الكنيسة عقب التفجير. ويظهر الفيديو مشاهد دموية مروعة، حيث تناثرت الأشلاء وسط الدماء، وامتلأ المكان بعويل المصابين وصراخ من هرعوا لنقل الجرحى، فيما تناثرت بقايا المقاعد والركام في مشهد يشي بعنف الانفجار.

وبحسب المصادر المحلية، وقع التفجير أثناء وجود عشرات من المصلين داخل الكنيسة، مما أسفر عن سقوط عدد كبير من الضحايا، بينهم أطفال ونساء، مع تسجيل حالات حرجة تم نقلها إلى المشافي القريبة.

بيان عاجل من الدفاع المدني السوري

في بيان مقتضب صدر قبل قليل، أكد الدفاع المدني السوري أن الانفجار الذي استهدف كنيسة مار إلياس في حي الدويلعة 'وقع لأسباب لا تزال مجهولة حتى الآن'، وأنه تسبب في 'سقوط عدد من الضحايا المدنيين، وإصابة العشرات بجروح متفاوتة'.

وأضاف البيان أن فرق الدفاع المدني هرعت إلى موقع التفجير فور وقوعه، حيث شرعت في تنفيذ عمليات إنقاذ للمصابين، وانتشال الجثامين، إلى جانب فحص المبنى لتحديد ما إذا كان الانفجار قد أسفر عن أضرار بنيوية تهدد بانهياره.

كما تم إغلاق محيط الكنيسة بالكامل، وتمشيط المنطقة تحسباً لاحتمال وجود عبوات أخرى.

غموض يلف الحادث.. والأجهزة الأمنية تستنفر

حتى اللحظة، لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن التفجير، كما لم يصدر أي توضيح رسمي حول طبيعة الانفجار، سواء كان عبوة ناسفة مزروعة داخل الكنيسة أو هجوماً انتحارياً. ويعكف خبراء المتفجرات والأجهزة الأمنية السورية على جمع الأدلة وتحليل بقايا المتفجرات لتحديد نوع الهجوم.

وتشير مصادر إلى أن الانفجار وقع قرب الجهة الخلفية للكنيسة، ما يعزز فرضية زرع عبوة ناسفة في المكان، خاصة وأنه لا توجد مؤشرات على حدوث اختراق أمني مباشر أو دخول أحد المهاجمين من البوابة الرئيسية.

حالة استنفار وتوتر أمني في دمشق

أدى التفجير إلى استنفار شامل في أحياء العاصمة، خصوصاً في المناطق التي تضم منشآت دينية، حيث عززت الأجهزة الأمنية من انتشارها في محيط الكنائس والمزارات، تحسباً لهجمات أخرى محتملة.

ورُفعت درجة التأهب في المستشفيات الحكومية والخاصة، التي استقبلت المصابين وسط نقص حاد في بعض المستلزمات الطبية.

الكنيسة تنعي الضحايا وتناشد المجتمع الدولي

من جانبها، أصدرت إدارة كنيسة مار إلياس بياناً مقتضباً عبر منصاتها الرسمية، نعت فيه الضحايا الذين سقطوا في التفجير الإرهابي، مطالبة المجتمع الدولي بـ'إدانة هذا الهجوم الإجرامي الذي استهدف المدنيين الأبرياء في دور العبادة'، وأكدت أن هذه الهجمات 'لن تزيد السوريين إلا تماسكاً وإصراراً على السلام'.

ردود فعل غاضبة في الشارع السوري

خلف الهجوم حالة غضب عارمة لدى السوريين الذين عبروا عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن سخطهم من تكرار استهداف دور العبادة، مطالبين بالكشف السريع عن الجناة ومحاسبتهم، معبرين عن حزنهم العميق للمشهد الدموي الذي خلّفه التفجير.