مباشر- سجل سهم مجموعة 'ترامب ميديا وتكنولوجي' (DJT) ارتفاعاً صاروخياً تجاوزت نسبته 35% خلال تعاملات اليوم الخميس، وذلك في أعقاب الإعلان المفاجئ عن اندماج الشركة الأم لمنصة 'تروث سوشيال' (Truth Social) مع شركة 'TAE Technologies' المتخصصة في تقنيات طاقة الاندماج النووي وفق ياهو فينانس.

وتعكس هذه الصفقة، التي تقدر قيمتها بأكثر من 6 مليارات دولار، رهاناً استراتيجياً طموحاً على تلبية الطلب المتزايد على الطاقة الناتج عن ثورة الذكاء الاصطناعي وتوسع مراكز البيانات العالمية. وتضم قائمة داعمي شركة 'TAE' أسماءً ثقيلة في عالم المال والتقنية، من بينها عملاق البحث 'جوجل' ومجموعة 'جولدمان ساكس' وشركة النفط العملاقة 'شيفرون'.

وبموجب بنود الاتفاق، ستتحول مجموعة 'ترامب ميديا'، المملوكة بأغلبية أسهمها من قبل صندوق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاستئماني، إلى شركة قابضة تضم تحت مظلتها كلاً من 'تروث سوشيال' وشركة 'TAE'، بالإضافة إلى كيانات أخرى تابعة. وسيمتلك مساهمو الشركتين حصصاً متساوية تقريباً بنسبة 50% في الكيان الجديد المندمج، الذي يسعى للاستثمار في تكنولوجيا الاندماج النووي التي تحاكي طريقة إنتاج الشمس للحرارة والضوء. وتتميز هذه التقنية بكونها نظيفة وخالية من الكربون وتنتج نفايات مشعة أقل بكثير مقارنة بالطاقة النووية التقليدية، مما يجعلها حلاً مثالياً لأزمات الطاقة المستقبلية.

على الرغم من أن تقنية الاندماج النووي لا تزال في مراحلها التجريبية ولم تتاح تجارياً بعد، إلا أن الصفقة تضمنت دفعة نقدية فورية بقيمة 200 مليون دولار عند التوقيع، مع خطط طموحة لبدء بناء أول محطة طاقة اندماجية واسعة النطاق في عام 2026. وتتماشى هذه الخطوة مع التوجه العام لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي وضعت تعزيز الهيمنة والاستقلال في قطاع الطاقة على رأس أولوياتها الاستراتيجية. وكان وزير الطاقة كريس رايت قد سلط الضوء سابقاً على ضرورة تحديث البنية التحتية للطاقة في البلاد عبر الاستثمار المكثف في التقنيات النووية المبتكرة.

ويرى خبراء وول ستريت أن توفر الطاقة يمثل العائق الرئيسي أمام استدامة نمو قطاع الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية للحوسبة السحابية، وهو ما دفع كبريات الشركات العالمية لإبرام اتفاقيات مباشرة مع موردي الطاقة لتأمين احتياجاتها من الكهرباء. ومن خلال هذا الاندماج، يضع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب شركته في قلب هذا التحول الاقتصادي الكبير، محولاً إياها من منصة للتواصل الاجتماعي إلى لاعب رئيسي في سوق الطاقة النظيفة، مما يوفر للكيان الجديد ميزة تنافسية في قطاع يربط بين التكنولوجيا الفائقة وتأمين موارد الطاقة الأساسية.