اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٢٤ حزيران ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
أعلن الدفاع المدني في قطاع غزة عن استشهاد 51 فلسطينيًا منذ فجر يوم الثلاثاء، معظمهم سقطوا برصاص الجيش الإسرائيلي خلال محاولتهم الوصول إلى مراكز توزيع المساعدات الإنسانية في وسط وجنوب القطاع، في مشهد مأساوي يكشف حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها السكان منذ أشهر طويلة من الحصار والقصف المتواصل.
مجـ.ـزرة جديدة في رفح والنصيرات
قال المتحدث باسم الدفاع المدني، محمود بصل، إن الطواقم نقلت جثامين 25 شهيدًا على الأقل إلى مستشفى ناصر في خان يونس جنوب القطاع، بعد تعرضهم لإطلاق نار مباشر من قبل الجيش الإسرائيلي في منطقة غرب رفح، مؤكدًا أن من بين الشهداء عدد من الأطفال.
وأضاف بصل أن قصفًا مدفعيًا وإطلاق نار عنيف طال آلاف المواطنين الذين احتشدوا قرب مركز للمساعدات الأميركية بين مفترق الشهداء وجسر وادي غزة وسط القطاع، مما أدى إلى استشهاد 21 فلسطينيًا آخرين وإصابة أكثر من 150، حيث نُقلوا إلى مستشفى العودة في مخيم النصيرات للاجئين بمحافظة الوسطى.
شهود عيان: أُطلقت النيران على الجوعى
قال شهود عيان إن المذبحة وقعت قرابة الساعة 01:45 فجرًا بتوقيت القدس، حينما احتشد آلاف المدنيين الفلسطينيين بالقرب من مفترق نتساريم، على بعد مئات الأمتار من مركز توزيع المساعدات، بانتظار شاحنات الغذاء.
وأكد شهود أن الجيش الإسرائيلي أطلق وابلاً من الرصاص الحي، وقصفًا مدفعيًا، بالتزامن مع هجوم شنته طائرات مسيرة استهدفت المحتشدين الساعين إلى لقمة العيش، ما أدى إلى سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى.
وقال أحد الشهود لوكالة 'أسوشيتد برس': 'إنها مجـ.ـزرة بكل ما تحمله الكلمة من معنى'، مؤكدًا أن الدبابات والطائرات دون طيار أطلقت النار حتى على من حاولوا الفرار، مشيرًا إلى أن عددا كبيرا قُتلوا وأصيب آخرون بجراح خطيرة.
المستشفيات عاجزة عن الاستيعاب
المسعف زياد فرحات، الذي تواجد في مكان المجـ.ـزرة قال إن ما شاهده لا يُحتمل: 'نواجه يوميًا هذا المشهد، شهداء وجرحى وأعداد لا تُطاق، المستشفيات لا تستوعب أعداد الضحايا الوافدين'، في إشارة إلى الانهيار الكامل في المنظومة الصحية بالقطاع.
الأمم المتحدة: تحويل الغذاء إلى سلاح هو جريمة حرب
في موقف واضح، اعتبر مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أن ما يجري في غزة من استهداف للمدنيين الباحثين عن الغذاء يُعدّ 'جريمة حرب'، مشيرًا إلى أن استخدام الغذاء كوسيلة عسكرية أو حرمان المدنيين منه عمل إجرامي يتعارض مع القانون الدولي.
وطالب المكتب الجيش الإسرائيلي بوقف فوري لإطلاق النار على المدنيين الذين يسعون للحصول على مساعدات غذائية، مؤكدًا أن هذه الانتهاكات لا يمكن تبريرها تحت أي ذريعة.
منظمات حقوقية: مؤسسة غزة الإنسانية متورطة
اتهمت منظمات حقوقية دولية 'مؤسسة غزة الإنسانية'، المدعومة من إسرائيل والولايات المتحدة، بأنها متورطة في عمليات توزيع للمساعدات تتم في ظروف تشهد فوضى دامية، وحذّرت من تواطؤها في 'جرائم حرب'، داعية إلى وقف نشاطها فورًا.
وترفض الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية غير الحكومية العمل مع هذه المؤسسة، بسبب مخاوف تتعلق بالشفافية والحياد وسلامة آليات التوزيع.
450 شهيدًا على أبواب المساعدات منذ مايو
وفق مكتب حقوق الإنسان الأممي، فإن أكثر من 410 فلسطينيين قُتلوا بنيران الجيش الإسرائيلي أثناء محاولتهم الوصول إلى نقاط توزيع الغذاء في غزة منذ بداية شهر مارس، بينما تؤكد وزارة الصحة في غزة أن حصيلة القتلى وصلت إلى 450 شهيدًا، فيما جُرح نحو 3500، في هجمات تزامنت مع توزيع المساعدات التي ترعاها 'مؤسسة غزة الإنسانية'.
حصار وتجويع منهجي رغم رفع جزئي للحصار
ورغم رفع جزئي للحصار الإسرائيلي في أواخر مايو، إلا أن إدخال المساعدات ما زال يتم ببطء، وفي ظروف غير آمنة، ما يضاعف من معاناة السكان الذين يواجهون خطر المجاعة والمرض مع شح كبير في المواد الغذائية والأدوية والاحتياجات الأساسية.
حرب إبادة مستمرة منذ 7 أكتوبر
تأتي هذه المجـ.ـزرة في سياق الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة، والتي اندلعت في أعقاب هجوم شنته حركة 'حماس' على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023. ومنذ ذلك الحين، أسفرت الحرب عن مقتل 55,998 فلسطينيًا، معظمهم من المدنيين، بحسب آخر إحصائية صادرة عن وزارة الصحة في غزة والتي تعتمدها الأمم المتحدة كمصدر موثوق.
غياب الأفق والعدالة
وسط استمرار المجازر، وصمت دولي متواطئ، تتفاقم معاناة سكان القطاع المحاصر، ويزداد عدد الشهداء يومًا بعد يوم، بينما لا تلوح في الأفق أي بوادر لحلول إنسانية أو سياسية توقف نزيف الدم الفلسطيني المستمر