أطلقت المعلمة الألمانية ساندرا مصطفى والباحثة لاريسا فورمان خلال الأيام الماضية مبادرة لدعم اثنين من زملائهما السودانيين بعد أن فقدا مصادر دخلهما وتضررت أسرهما نتيجة الحرب، وفق ما أكدته القائمتان على الحملة.

وتستهدف المبادرة مساعدة محمد البالغ من العمر تسعة وثلاثين عاماً وعبد الجليل البالغ سبعة وأربعين عاماً، بعد أن تنقلا مع عائلتيهما داخل السودان هرباً من القتال قبل عودتهما مؤخراً إلى منزليهما في أم درمان ليواجها أوضاعاً صعبة بسبب النهب والدمار الجزئي.

ويعول محمد أربعة أطفال تتراوح أعمارهم بين أسبوعين وثماني سنوات، إضافة إلى أربعة من أبناء شقيقته الراحلة الذين تتراوح أعمارهم بين تسعة وخمسة عشر عاماً. أما عبد الجليل، فيعتمد على دخل غير ثابت لإعالة بناته الثلاث.

وقالت ساندرا مصطفى ولاريسا فورمان إن الرجلين بحثا طويلاً عن عمل دون نتيجة، وإنهما يواجهان صعوبة في توفير الاحتياجات الأساسية، بما في ذلك الرسوم الدراسية لأطفالهما خلال الشهر الحالي. وأشارتا إلى أن سنوات الحرب أثرت عليهما وعلى مجتمعهما، وأن هدفهما اليوم هو الوصول إلى استقلال مالي يسمح لهما بإعادة بناء حياتهما بكرامة.

وتهدف الحملة إلى جمع خمسة آلاف يورو لشراء عربتين مستعملتين من نوع ركشة، بما يتيح لمحمد وعبد الجليل إنشاء مشروع نقل صغير يوفر دخلاً ثابتاً ويقلل اعتماد أسرتيهما على المساعدات.

ودعت القائمتان على المبادرة إلى تقديم الدعم، مؤكدتين أن أي مساهمة تمثل خطوة نحو مستقبل أكثر استقراراً للرجلين وعائلتيهما في ظل الأزمة الإنسانية التي يعيشها السودان.