الكومة – نبض السودان

كشفت ثلاثة مصادر متطابقة من مدينة الكومة، الواقعة شرق مدينة الفاشر، عن نشاط غير مسبوق تمثل في تركيب أبراج مجهولة الغرض في عدد من المناطق الواقعة على الطريق القومي الرابط بين الفاشر والأبيض، وسط ترجيحات بأنها مخصصة لأجهزة التشويش والرادارات والإنذار المبكر.

وبحسب إفادات حصلت عليها 'دارفور24″، فإن نحو 70 أجنبيًا يتحدثون اللغة الفرنسية وصلوا إلى الكومة خلال الأيام الماضية على متن سيارات دفع رباعي وآليات قتالية مجهزة بأجهزة إلكترونية متقدمة، وقاموا بنصب أول برج في منطقة أم الحسين، على بعد 130 كيلومترًا شرق الفاشر، تحت حراسة مشددة.

وأكدت المصادر أن الفريق الأجنبي غادر لاحقًا إلى مناطق أم كدادة، جبل حلة، وبلدة بروش، حيث تم تثبيت أبراج إضافية في مواقع جبلية استراتيجية، جميعها تقع على الطريق القومي الرابط بين الأبيض والفاشر، المعروف بطريق الصادرات الذي يربط دارفور بالعاصمة الخرطوم.

كما أشار مصدران إلى أن الفريق الأجنبي أجرى زيارات استطلاعية إلى مناطق دونكي أبيض ووادي أبو عضام، دون أن يتم تركيب أبراج هناك، ما أثار تساؤلات حول طبيعة المهمة التي ينفذها هؤلاء الخبراء.

من جانبه، أفاد مصدر مقرب من الدعم السريع أن الأجانب قدموا من مدينة نيالا منذ مطلع سبتمبر، وزاروا مناطق جبلية في جنوب ووسط وشمال دارفور، مؤكدًا أن الأبراج التي يجري تركيبها مخصصة لأغراض عسكرية تتعلق بالتشويش والإنذار المبكر.

وتكتسب هذه المناطق أهمية استراتيجية نظرًا لامتدادها الجبلي الذي يربط دارفور بحدود كردفان، وموقعها الحيوي على الطريق القومي الذي يشكل شريانًا رئيسيًا لحركة النقل والتجارة بين الإقليم والعاصمة.

حتى الآن، لم يصدر تعليق رسمي من الجهات الحكومية أو العسكرية بشأن هذه التحركات، وسط دعوات لمزيد من الشفافية حول طبيعة هذه المنشآت وأهدافها، في ظل تصاعد القلق الشعبي من التدخلات الأجنبية في مناطق النزاع.