ضروس العقل هي الأضراس التي تنمو في الجزء الخلفي من الفم، وغالبًا ما تظهر في أواخر سن المراهقة أو أوائل العشرينيات، ولكن قد تتأخر لدى بعضهم حتى أواخر العشرينيات أو أوائل الثلاثينيات.

ورغم أن توقيت ظهور ضروس العقل نفسه لا يُعد مشكلة، إلا أن المضاعفات التي قد تنجم عنها هي ما يثير القلق. لهذا السبب، يوصي الأطباء بإزالتها، إذ تُعد غير ضرورية على المدى الطويل.

متى تظهر ضروس العقل عادة؟

عادةً ما تظهر ضروس العقل بعد اكتمال نمو الفك وتطور قوس الأسنان، وعادةً ما يكون ذلك بين سن 15 و25 عامًا، وفقًا للدكتورة مانفي سريفاستافا، رئيسة قسم طب الأسنان في كلية ومستشفى NIIMS الطبية.

وفي بعض الحالات، قد تتكوّن ضروس العقل بين سن 8 و15 عامًا، وتبدأ بالبزوغ بين سن 17 و22. ومع هذا التأخر، قد تصل نسبة الضروس غير الظاهرة أو المطمورة في الفك السفلي إلى ما بين 17% و69%.

وتعود أسباب هذه المشاكل إلى صغر حجم الفك لدى بعض الأشخاص، ما يمنع الضرس من النمو بشكل طبيعي، في بعض الأحيان، قد يبقى الضرس مطمورًا تحت اللثة أو ينمو بزاوية خاطئة، ما يؤدي إلى ألم شديد.

أبرز الأعراض التي تدل على الحاجة لإزالة ضرس العقل

أبرز الأعراض التي قد تدل على الحاجة لإزالة ضرس العقل تشمل:

ألم مستمر في الجزء الخلفي من الفم.

انتفاخ أو احمرار في اللثة المحيطة بالضرس.

التهابات متكررة أو أمراض لثوية.

ضغط على الأسنان المجاورة نتيجة تزاحمها أو ميل الضرس

ظهور أكياس أو أورام بالقرب من الضرس المطمور.

صعوبة في فتح الفم نتيجة الألم أو التورم.

كيف تؤثر ضروس العقل المطمورة في صحة الفم؟

تشير الدكتورة سريفاستافا إلى أن ضروس العقل المطمورة قد تؤثر بشكل كبير على جودة الحياة، حيث يسبب الألم المستمر صعوبة في التركيز وأداء الأنشطة اليومية، يمكن أن يؤثر هذا الألم أيضًا على القدرة على التحدث بشكل طبيعي، وفي حال لم يتم علاج المشكلة، قد تتسبب العدوى في تورم واحمرار وربما حمى.

وفي الحالات الأكثر شدة، قد تؤدي أكياس أو أورام قريبة من الضرس إلى تدمير عظم الفك أو التأثير على الأسنان المجاورة، بالإضافة إلى التسبب في أمراض اللثة.

مضاعفات عدم إزالة ضرس العقل عند وجود مشاكل

مضاعفات عدم إزالة ضرس العقل في حال وجود مشاكل قد تكون خطيرة، وفقًا لموقع InformedHealth.org. يُنصح بإزالة ضرس العقل فقط إذا تسبّب في مشاكل واضحة أو كان من المحتمل أن يؤدي إلى مضاعفات مستقبلية. العوامل التي يجب مراعاتها تشمل: الألم المستمر، وتلف الأسنان المجاورة، وتأثير الضرس على العلاجات السنية، والمخاطر الجراحية المرتبطة به.

توضح د. سريفاستافا أن عدم إزالة الضرس المتضرر قد يؤدي إلى عدة مضاعفات، مثل:

ألم مزمن في أثناء الأكل أو التحدث.

عدوى في اللثة تتطلب علاجًا بالمضادات الحيوية.

تكوّن جيوب بكتيرية حول الضرس النصف الظاهر، ما يسبب أمراض اللثة.

ظهور أكياس أو أورام تسبب تلف العظم أو صعوبة في فتح الفم.

لذلك، توصي بضرورة زيارة طبيب الأسنان لتقييم الحالة واتخاذ القرار بشأن الحاجة لإزالة الضرس.

الإجراء الجراحي لإزالة ضرس العقل:

إذا كان ضرس العقل مطمورًا كليًا أو جزئيًا، فإن العلاج الجراحي يشمل:

تخدير موضعي للمريض.

شق في اللثة للكشف عن الضرس.

إزالة أي عظم يعيق الوصول إلى الضرس.

تحرير الضرس ورفعه بلطف.

تنظيف الجرح، وإغلاقه بالغرز إذا لزم الأمر.

وضع شاش للتحكم في النزيف.

غالبًا ما يسبب إزالة ضرس العقل بعض الألم أو الانزعاج بعد العملية، في بعض الحالات، تختفي الأعراض بشكل تلقائي، لكن في حالات أخرى، قد تظهر مضاعفات مثل التهابات أو تكوّن أكياس أو أورام، ما يستدعي تدخلًا طبيًا عاجلًا.