اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٢٨ كانون الأول ٢٠٢٥
إطلالة نحو ريادة العلاقات السودانية – المصرية
بقلم: سعادة السفير عماد الدين مصطفى عدوي
سفير جمهورية السودان لدى جمهورية مصر العربية
تأتى صهوة أمواج النيل الخالد مع إطلالة العام الجديد 2026، لتضيف دفقا جديدا لقدرية وقدسية العلاقات المتجذرة بين السودان ومصر وما تتضمنه من مشتركات، وخصوبة جديدة للعمل الثقافى والإعلامى، دفعا بعلاقات ممتدة كما التاريخ بين شطرى وادى النيل.
نبدأ عاما جديدا، وبلادنا تدافع عن إرث الآباء والأجداد، الذين ناضلوا للاستقلال وصون الوطن وترابه ووحدته وكرامته، عاما جديدا بإرادة صادقة وقوة دفع كبيرة من القيادة السياسية فى البلدين، تجسدت أصدق معانيها فى تبادل الزيارات رفيعة المستوى بين مسئولى البلدين وأخيرا زيارة فخامة السيد رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان عبد الرحمن فى الثامن عشر من ديسمبر 2025، وتجديد مصر لمواقفها الثابتة والراسخة منذ اليوم الأول للأزمة.
لمضى وعلاقات السودان ومصر تتعزز باطراد، وتكتسب مع مرور الأيام مكانتها الحقيقة فى المحيط الإقليمى والدولى، كعلاقات أخوة وشراكة، علاقات بائنة يزيدها الشعبان حيوية ورسوخا، وإن كنا قد ركزنا خلال العامين الماضيين على تعزيز العلاقات على مستوياتها السياسية والاقتصادية، فإننا نتطلع لعام جديد نقود فيه عوامل الثقافة والإعلام والفنون والفكر، ركب علاقات البلدين الشقيقين، وذلك قناعة منا بأن الرافعات الثقافية والطاقات الإعلامية والإبداعية المثمرة، وتعميق الفهم المشترك، كافية لإذابة أية أصوات سلبية، نثق فى أنها لن تنال من تلك العلاقات ذات الخصوصية والديناميكية يوما بعد يوم.
'نمضى وعلاقات السودان ومصر تتعزز باطراد، وتكتسب مع مرور الأيام مكانتها الحقيقة فى المحيط الإقليمى والدولى. كعلاقات أخوة وشراكة، علاقات بائنة يزيدها الشعبين حيوية ورسوخا.'
نمضى بعام تجددت فيه الرؤى والمبادرات الدافعة، وتنشيط عدد من اللجان الاقتصادية والسياسية، كآليات التشاور السياسى ووزراء الخارجية والرى ولقاءات رئيسى الوزراء وأصحاب الفخامة رئيسى البلدين، بجانب الحراك القطاعى الكبير الذى شهده العامان الماضيان، لا سيما فى قطاعات النقل والطاقة والزراعة والمياه والصحة والاستثمار، والفرص الكبيرة للبلدين فى قطاعات التحول الرقمى وتكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعى ومجالات أخرى، يمكن أن تمثل مساهمات مهمة للتواصل البشرى والإنسانى والثقافى، بما يؤمن خدمة العلاقات الاقتصادية والاستثمارية.
وإذا كانت «الأهرام العربى» بكل تاريخها وإسهاماتها الممتدة، أحد تجليات الاهتمام بالدور الإيجابى المتوخى للإعلام، فإن ذلك قد اتكا بدوره على إرادة سياسية داعمة تحديث واستدامة العلاقات الإستراتيجية بين البلدين ورغبة فى تعظيم مساحات التعاون والتنسيق المشترك، بما يليق بأهمية تلك العلاقة ويرقى لطموح عال، يتسق مع ما يجمع البلدين من تاريخ وعلاقة وطيدة اجتماعية وثقافية وسياسية واقتصادية وغيرها، نسعد ب «الأهرام العربى» وما تعكسه من شموخ ومصداقية، وكلنا ثقة فى أنها ستشكل رافدا نابضا بالحياة والحيوية للعلاقات السودانية – المصرية دعما لبلوغ رسالتها السامية.


























