اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٣٠ تشرين الأول ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
أطلق مفتي ليبيا الشيخ الصادق الغرياني تصريحات نارية هزّت المشهد السياسي الليبي والإقليمي، بعدما اتهم اللواء خليفة حفتر وبرلمان طبرق بـ'نهب المليارات من أموال المصرف المركزي الليبي' واستخدامها في تمويل الحرب الدائرة في السودان ودعم مليشيا الدعم السريع المتهمة بارتكاب فظائع ضد المدنيين.
الغرياني: حفتر يمول حرب السودان عبر أموال الليبيين
وفي حديثه عبر برنامج “الإسلام والحياة” الذي يُبث على قناة “التناصح”، قال الغرياني إن حفتر وبرلمانه في طبرق 'ينهبان المال العام من المصرف المركزي' لتمويل حرب الإبادة التي تشهدها السودان، على حد قوله.
وأوضح أن 'العمليات العسكرية التي تُزهق بها أرواح السودانيين تُدار من بنغازي'، مشيرًا إلى أن حفتر يجلب الأسلحة والطائرات المسيّرة من روسيا وجنوب إفريقيا، ويرسلها إلى قوات الدعم السريع عبر كتائب تابعة له وصفها بـ'المجرمة'.
وأكد المفتي أن 'المجازر الجارية في السودان تُدار مباشرة من قبل حفتر'، مضيفًا أن 'وقف الدعم العسكري والمالي الذي يتلقاه الدعم السريع من حفتر كفيل بإنهاء الحرب فورًا'، محذرًا الليبيين من المشاركة في 'قتل الأبرياء وتمويل مشروع صهيوني يستهدف السودان'، بحسب تعبيره.
“صندوق الإعمار” في مرمى الاتهام
ووجه الغرياني اتهامات مباشرة إلى ما يُعرف بـ“صندوق الإعمار” الذي أقره برلمان طبرق، واصفًا إياه بأنه “أكبر جريمة مالية في تاريخ ليبيا الحديث”.
وأشار إلى أن “الأموال التي تُدفع لشراء الأسلحة تُستخرج من خزينة المصرف المركزي الليبي”، موضحًا أن “46 مليار دينار ليبي أُنفقت هذا العام وحده، وأكثر من 60 مليار العام الماضي، تحت غطاء هذا الصندوق، لدعم مليشيات حفتر وتمويل الدعم السريع في السودان”.
وأضاف المفتي أن هذه الأموال التي تُنهب باسم الإعمار “تُحوّل إلى وقودٍ لحروبٍ خارجية مدمّرة، بدلًا من توجيهها لإصلاح ليبيا وتنميتها”، مشيرًا إلى أن هذه الممارسات 'تعمّق الانقسام وتورط ليبيا في صراعات لا ناقة لها فيها ولا جمل'.
تحذير من “التورط في مشروع دموي”
ودعا الغرياني الشعب الليبي إلى الوقوف ضد ما وصفه بـ“النهب الممنهج لأموال الدولة”، مؤكدًا أن “السكوت عن هذه الجرائم مشاركة في الجريمة نفسها”.
وقال إن ما يجري في السودان “هو مشروع دموي يقوده حفتر بتمويل من أموال الليبيين، وبمباركة من قوى خارجية تسعى لتفتيت المنطقة وإبادة الشعوب”.
وطالب بضرورة محاسبة كل من يساهم في دعم المليشيات أو يوجه أموال الليبيين لخدمة أجندات خارجية، مؤكدًا أن 'هذه الأموال هي حق للشعب الليبي، وليست رصيدًا لتمويل الحروب'.
تصاعد الاتهامات بالتدخل الليبي في الأزمة السودانية
تأتي تصريحات المفتي في ظل تصاعد الاتهامات الإقليمية والدولية بشأن تورط جهات ليبية في تغذية الصراع السوداني، خصوصًا بعد تقارير استخباراتية أشارت إلى تدفقات مالية وعسكرية عبر الحدود بين شرق ليبيا وغرب السودان، تدعم مليشيا الدعم السريع بالسلاح والوقود والمعدات التقنية.
وكانت تقارير دولية قد حذرت من أن استمرار تدفق السلاح من الخارج إلى السودان يفاقم الكارثة الإنسانية، ويزيد من تعقيد فرص التسوية السياسية، في ظل ما وصفته الأمم المتحدة بأنه “أسوأ أزمة إنسانية في إفريقيا خلال العقد الأخير”.


























