متابعات – نبض السودان

في إنجاز تقني جديد، أعلنت البحرية الأميركية بالتعاون مع شركة Skydweller Aero عن تحقيق طفرة غير مسبوقة في مجال المراقبة الجوية، من خلال اختبار ناجح لطائرة مسيرة تعمل بالطاقة الشمسية، حلقت لمدة 73 ساعة متواصلة، دون الحاجة إلى وقود أو تدخل بشري، ومرشحة لتأدية مهام مستمرة تتجاوز 30 يوماً.

اختبار ناجح يؤكد مستقبل الطيران المستقل طويل الأمد

هذا الإنجاز تم بقيادة قسم الطائرات في مركز الحرب الجوية البحرية (NAWCAD)، حيث أُجريت الرحلة التجريبية من منشأة جوية تابعة للبحرية في ستينيس، بولاية ميسيسيبي، وأثبتت قدرة الطائرة على تحقيق توازن طاقة إيجابي، والتحليق المستمر حتى في أجواء مناخية صعبة، دون الحاجة لأي إعادة شحن خارجي أو تدخل بشري، وفق ما أفاد به موقع 'Army Recognition'.

تصميم مستوحى من Solar Impulse 2 بهيكل كربوني خفيف

الطائرة التي طورتها Skydweller Aero مستوحاة من الطائرة التجريبية Solar Impulse 2، وتعتمد على الطاقة الشمسية كمصدر رئيسي. تم تصميمها بهيكل خفيف مصنوع من ألياف الكربون مع جناحين يبلغ طولهما 72 متراً، وتزن نحو 2500 كيلوجرام عند الإقلاع. وتم تزويدها بأكثر من 17 ألف خلية كهروضوئية، تولد ما يصل إلى 100 كيلوواط من الكهرباء.

بطاريات قوية للعمليات الليلية وارتفاعات شاهقة

لضمان استمرار العمليات خلال الليل، تحتوي الطائرة على 635 كيلوجراماً من بطاريات ليثيوم أيون. ويمكنها التحليق على ارتفاعات تتراوح ما بين 7500 متر إلى 13500 متر، ما يجعلها مثالية لمهام الاستطلاع والرقابة من مستويات شاهقة.

حمولة مرنة ومهام تمتد لأكثر من شهر

الطائرة قادرة على حمل ما يصل إلى 360 كيلوجراماً من الحمولة، بما في ذلك أجهزة استشعار كهروضوئية/أشعة تحت الحمراء (EO/IR)، ورادارات خفيفة الوزن، وأجهزة استقبال تحديد الهوية البحرية (AIS)، أو معدات اتصالات مختلفة. وقد تم تصميمها لتناسب مهمات مراقبة قد تمتد إلى أكثر من 30 يوماً متواصلة.

مشروع بدأ منذ 2020 لمكافحة التهديدات البحرية

تعود بداية المشروع إلى عام 2020، عندما بدأت NAWCAD اختبارات المنصة تحت إشراف القيادة الجنوبية الأميركية (SOUTHCOM) بهدف مواجهة التهديدات المرتبطة بالاتجار غير المشروع، وتأمين الحدود البحرية، وتعزيز الوعي الظرفي في مناطق ذات امتداد واسع، وصعوبة الوصول.

مثالية للبيئات المعزولة والبنية التحتية المحدودة

ما يجعل Skydweller فريدة هو صغر حجمها اللوجستي، وقدرتها على التحليق لفترات طويلة دون الحاجة إلى دعم أرضي كبير، ما يجعلها مناسبة للعمل في بيئات محدودة البنية التحتية، أو المناطق النائية التي يصعب الوصول إليها.

موثوقية فائقة في ظروف قاسية

تعزز موثوقية الطائرة عدة عوامل، منها هيكلها المصنوع من ألياف الكربون، ونظام التحكم الرباعي في الطيران، وخوارزميات تشفير ذاتية الإصلاح، ما يجعلها خياراً مثالياً للعمل في بيئات معقدة وذات ظروف جوية متقلبة.

شبكة مراقبة متعددة الطبقات ومرنة

يعزز دمج Skydweller في منظومة الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع التابعة للبحرية الأميركية إنشاء شبكة مراقبة جوية متعددة الطبقات، يمكنها العمل بشكل مرن ومستمر، ما يتيح استخداماً أفضل للأصول الجوية الأخرى في الوقت نفسه.

تأكيد رسمي ومزيد من التجارب في الطريق

أكد اللواء البحري تود إيفانز، قائد برنامج NAWCAD، أن هذا النجاح يعكس التعاون بين الجهات المعنية وقدرتهم على تحويل الابتكار إلى أدوات عملية ميدانية. ومن المنتظر أن تجري اختبارات إضافية للطائرة خلال فصل الصيف في مناطق تابعة لمسؤولية القيادة الجنوبية، مما يشير إلى استمرار تطوير النظام بوتيرة متسارعة.

مستقبل المراقبة الجوية يتحول نحو الطاقة الشمسية

مع تصاعد التحديات في المجال البحري وتزايد الطلب على المراقبة الجوية المستمرة، تبدو Skydweller بمثابة حل استراتيجي مثالي يدعم مهام الاستطلاع البعيدة المدى، ويقلل الاعتماد على الوقود والبنية التحتية التقليدية. الرحلة الناجحة في يوليو الماضي لا تبرز فقط النضج التشغيلي للطائرة، بل تؤكد أيضاً الإمكانات الكبيرة لأنظمة الطيران المعتمدة على الطاقة الشمسية في إعادة صياغة مستقبل المراقبة الجوية الحديثة.