سكاي برس/ بغداد

في الوقت الذي تشتعل فيه المنطقة العربية بالأزمات، وتُفرض عليها تحولات سياسية واقتصادية غير مسبوقة، تتكشف معالم أوسع لسيطرة دولية عميقة، لا ترى في الزعامات العربية سوى أدوات مُبرمجة لتمرير مشروع عالمي أشمل: أجندة 2030.

ليست المسألة مجرد تحالفات أو مصالح… بل هندسة متقنة لقيادات تنشأ وتُزرع للوصول إلى السلطة، ومن ثم تنفيذ ما يُطلب منها باسم “التنمية” أو “الإصلاح”. إيمانويل ماكرون، جاستن ترودو، وبوريس جونسون كانوا من خريجي “برنامج القادة الشباب” الذي يديره كلاوس شواب مؤسس المنتدى الاقتصادي العالمي – هذا البرنامج نفسه الذي يُقال إن بعض القادة العرب كانوا على درب شبيه به، لكن في نسخة مغلقة وأكثر سرية.

في مصر، السعودية، الأردن ودول الخليج، نشهد تسارعاً مذهلاً لخطط “تحديث” و”تحول” تواكب حرفياً خارطة الطريق التي تروج لها الأمم المتحدة والمنتدى الاقتصادي العالمي تحت عنوان “الاستدامة”، ولكنها في الجوهر تعني شيئاً آخر: تغيير جذري في البنية الثقافية، الاقتصادية، وحتى الدينية للمجتمع العربي، بما يضمن بقاء السلطة في أيدي مطيّعة وتابعة.

التحول الاجتماعي في السعودية، الاتفاقيات الأمنية مع إسرائيل، الاعتماد الكلي على شركات أمريكية في مشاريع ضخمة مثل “نيوم”، والضغط الشعبي المكبوت في الأردن ومصر… كلها ليست ظواهر منفصلة، بل نتائج محسوبة ضمن معادلة سيطرة دقيقة.

التطبيع ليس هدفاً، بل أداة. والخطر الحقيقي لم يعد في “البعبع الإيراني” الذي تم تضخيمه بعناية لابتزاز الخليج، بل في اليد الخفية التي تتحكم بتوقيت الحروب، شكل الاقتصاد، وأهم من ذلك: بمن يجلس على عرش الحكم.

ورغم أن الأصوات المشككة تُتهم سريعاً بـ”نظريات المؤامرة”، فإن التطابق الدقيق بين ما يجري على الأرض وما هو مكتوب في وثائق أجندة 2030، يجعل الصمت أقرب إلى التواطؤ