متابعات- نبض السودان

دخل مشروع العودة الطوعية للسودانيين من جمهورية مصر العربية إلى السودان مرحلة جديدة، أكثر تنظيمًا وراحة، بعد أن أعلنت سفارة جمهورية السودان بالقاهرة بالتعاون مع منظومة الصناعات الدفاعية، عن تغيير وسيلة النقل من الأتوبيسات إلى القطارات، وذلك استجابة لتزايد أعداد الراغبين في العودة ولضمان تنظيم أفضل وراحة أكبر للعائدين.

تفويج السودانيين عبر القطار بدلاً من الأتوبيس

وفي هذا الإطار، أعلنت السفارة أن المشروع الذي انطلق منذ أبريل الماضي، شهد نقلة نوعية بفضل جهود السفير الفريق أول ركن مهندس عماد الدين مصطفى عدوي، سفير السودان بالقاهرة، الذي نجح في اعتماد وسيلة النقل عبر القطارات بدلاً من الأتوبيسات، ما يُمثل تطورًا مهمًا في خطة التفويج الجماعي.

وانطلقت الرحلة الأولى للمرحلة الثانية من العودة الطوعية صباح الاثنين 21 يوليو 2025 في تمام الساعة التاسعة صباحًا من محطة رمسيس – الرصيف رقم (8)، على أن تستمر رحلات التفويج بشكل مجاني كل يوم اثنين من كل أسبوع.

دعم مصري رسمي واهتمام رفيع

وقد وجد المشروع اهتمامًا بالغًا من الجانب المصري، حيث قدّم معالي الفريق/ كامل عبدالهادي الوزير – نائب رئيس مجلس الوزراء المصري ووزير الصناعة والنقل – رعاية ودعمًا كاملاً للمشروع، وأصدر توجيهاته بتخصيص قطارات أسبوعية لتفويج السودانيين من القاهرة إلى أسوان، بالإضافة إلى توجيهاته للجهات المصرية بمعاملة السودانيين أسوة بالمصريين في جميع محطات التفويج والتعاملات الرسمية.

رعاية مباشرة من القيادة السودانية العليا

وتأتي هذه الجهود ضمن توجيهات القيادة السودانية، حيث يتم تنفيذ المشروع برعاية مباشرة من فخامة رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان عبد الرحمن، ومتابعة حثيثة من مدير عام منظومة الصناعات الدفاعية الفريق أول ميرغني إدريس سليمان، ما يعكس أهمية المشروع في أجندة الدولة السودانية وحرصها على إعادة مواطنيها إلى الوطن بكرامة وأمان.

آلية التسجيل للعودة الطوعية

وأوضحت السفارة أن التسجيل للعودة الطوعية يتم عبر الاتصال على الرقم المخصص للمشروع وهو: 01557213251، وتهيب بالراغبين في العودة المبادرة بالتسجيل، مع الالتزام بالتعليمات والمواعيد المحددة لضمان الانضباط وسلاسة التفويج.

كما أكدت السفارة أن القطارات المخصصة للفوج الأول مجهزة بكل الاحتياجات لضمان راحة المواطنين أثناء الرحلة، مشيرة إلى أن العملية منظمة وتتم بالتنسيق الكامل مع الجهات المصرية المختصة لتأمين حركة الركاب حتى الوصول إلى أسوان، ومن هناك يجري التنسيق للمرحلة التالية من العودة إلى داخل السودان.

توسع المشروع بعد النجاح الأولي

ويأتي هذا التطور في المشروع بعد النجاح الكبير للمرحلة الأولى التي اعتمدت على التفويج بالأتوبيسات، حيث أعادت السفارة مئات السودانيين إلى البلاد، وسط إشادة واسعة من المواطنين الذين وجدوا في هذه الخطوة نوعًا من الإسناد الوطني في أحلك الظروف.

وقد أشارت مصادر بالسفارة إلى أن المرحلة الثانية ستشهد عددًا أكبر من الرحلات مع وجود آلية رصد دقيقة لتقييم الأداء، وتقديم تحسينات مستمرة بناءً على ملاحظات العائدين.

دعوة للجاليات السودانية بالقاهرة والمحافظات

دعت السفارة الجاليات السودانية في القاهرة وبقية المحافظات المصرية إلى متابعة الإعلانات الرسمية المتعلقة بمشروع العودة الطوعية، وعدم التعامل مع أي جهات أو وسطاء غير معتمدين، مؤكدة أن المشروع يتم بإشراف مباشر من السفارة والمنظومة الدفاعية، وكل الإجراءات تتم بشكل مجاني ومنظم.

خطوة إنسانية ووطنية مهمة

ويعتبر المشروع نموذجًا للتعاون الإقليمي والوطني في معالجة أوضاع النازحين السودانيين في الخارج، ويعكس حرص الدولة السودانية على عدم ترك مواطنيها فريسة للظروف المعيشية الصعبة أو المعاناة بعيدًا عن وطنهم، وهو ما عبّر عنه عدد من المواطنين بعبارات الشكر والثناء على هذه المبادرة الإنسانية.