شهدت فرنسا أحوالاً جوية شديدة الاضطراب، تمثلت في عواصف رعدية عنيفة ضربت مناطق واسعة من البلاد، وأسفرت عن مقتل شخص وإصابة آخر، وسط تحذيرات برتقالية أطلقتها هيئة الأرصاد الجوية الفرنسية بسبب شدّة التقلبات.

ووفقاً لوسائل إعلام محلية، تعرضت البلاد لنشاط مكثف للبرق، حيث تم تسجيل أكثر من 30 ألف صاعقة، وكانت منطقة 'أور' شمال باريس الأكثر تضرراً بـ4,326 ضربة برق.

وتألفت العاصفة من نظامين جويين متزامنين: الأول دخل من الغرب عبر منطقة بريتاني وامتد نحو شمال البلاد، فيما جاء الثاني من إسبانيا ليضرب الجنوب الغربي.

وتسببت الرياح العاتية في أضرار جسيمة، حيث سجلت مدينة روان في منطقة نورماندي هبّة رياح بلغت سرعتها 123 كيلومتراً في الساعة، متجاوزة الرقم القياسي السابق البالغ 103 كم/س والمسجّل عام 2019.

كما تساقط البَرَد بكثافة في عدة مناطق، ما أدى إلى أضرار مادية في البنى التحتية والمزارع، فيما تواصلت العواصف في وسط وشمال غرب البلاد، مع تسجيل حبات بَرَد ضخمة بلغ قطر إحداها 85 ملم في بلدة أورلي بمنطقة أوفيرني-رون ألب.

أطول 10 شلالات في العالم.. لوحات فنية طبيعية تأسر القلوب

ويرجع الخبراء أن هذه الظاهرة ترجع إلى عدة عوامل جوية معقدة، أبرزها ظاهرة تُعرف باسم “القطرة الباردة”، وهي جيب من الهواء البارد في الطبقات العليا من الغلاف الجوي ينفصل عن التيارات الهوائية المعتادة، ما يتسبب في حالة من عدم الاستقرار الشديد.

كما ساهم 'المنخفض العلوي' في رفع كتل الهواء الدافئة والرطبة إلى أعلى، لتتكثف وتشكّل سحباً رعدية شديدة النشاط، ما تسبب في الاضطراب بتدفق الهواء من مختلف الاتجاهات.

وبحسب الخبراء، فأن العوامل التي زادت من حدة العواصف أيضاً ظاهرة “قبة الحرّ” التي سيطرت مؤخراً على أجواء فرنسا، وهي ناتجة عن تمركز ضغط جوي مرتفع يحبس الهواء الساخن أسفله، ما يؤدي إلى ارتفاع كبير في درجات الحرارة وزيادة نسبة الرطوبة، وبالتالي تفاقم العوامل المسببة للعواصف.

وتواصل السلطات مراقبة الأوضاع عن كثب، في وقت تشهد فيه أوروبا تقلبات مناخية حادة متزايدة، تُعزى بشكل كبير إلى التغيرات المناخية العالمية.

ظاهرة قوس قزح.. تعرف على تفسيرها العلمي وكيفية حدوثها