متابعات- نبض السودان

في أول تصريحات موسعة له عقب مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، خرج رئيس الوزراء السوداني كامل إدريس عن صمته متناولًا قضايا مفصلية تشغل الرأي العام، من بينها العقوبات الأمريكية على قيادات حكومته، وتداعيات فيضانات سد النهضة، فضلًا عن مفاجآت زيارته إلى المملكة العربية السعودية، وما أثير حول مستشاريه وأبرزهم حسين الحفيان.

السودان لا يتسول

أكد إدريس أن مشاركة وفد السودان في اجتماعات الأمم المتحدة حملت رسائل واضحة، أبرزها أن السودان 'لا يتسول وإنما يتحدث بالقانون والحيثيات والبراهين'، مشددًا على أن المجتمع الدولي بدءًا من الأمين العام للأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة يقف مع السودان باعتباره بلدًا يسعى للسلام لا للحرب.

مراجعات حول سد النهضة

أوضح رئيس الوزراء أن حكومته ستقوم بمراجعات دقيقة وشاملة حول مألات وتأثيرات سد النهضة على السودان، مشيرًا إلى أن هذه القضية ستدار عبر القنوات الدبلوماسية مع كل من مصر وإثيوبيا. وتعهد إدريس بالشفافية الكاملة قائلا: 'لن نعقد اتفاقات سرية في هذا الملف، لأنه شأن مصيري يتعلق بكل الشعب السوداني'.

زيارة السعودية.. 100 مشروع بـ100 مليار دولار

وفي سياق آخر، وصف إدريس زيارته إلى السعودية بأنها من أعظم الزيارات التي قام بها وفد السودان، مؤكدًا أن السودان لا ينظر إلى المملكة كـ'بقرة حلوب' وإنما كشريك استراتيجي اقتصادي. وكشف أن الوفد السوداني طرح أمام القيادة السعودية 100 مشروع اقتصادي وإنتاجي بقيمة 100 مليار دولار، لافتًا إلى أن نتائج هذه الزيارة ستظهر خلال الأيام المقبلة.

العقوبات الأمريكية.. 'ظالمة وغير معقولة'

تطرق إدريس إلى العقوبات الأمريكية المفروضة على قيادات الحكومة، واصفًا إياها بأنها 'ظالمة وغير معقولة'، موضحًا أنه ناقش هذه القضية مع المنظمات والجهات الأمريكية بوضوح وشفافية. وأكد أن واشنطن بدأت تخضع هذه العقوبات للمراجعة، وأن التفاعل من الجانب الأمريكي كان إيجابيًا وموضوعيًا.

تواصل دائم مع البرهان ودعوة غوتيريش

وكشف رئيس الوزراء أن رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان كان على تواصل مستمر مع وفد السودان في نيويورك لإدارة الملفات، مشيرًا إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قبل الدعوة التي قدمت له لزيارة السودان قريبًا.

الاتحاد الأفريقي والسودان

وفي الإطار الإقليمي، أشار إدريس إلى أن رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي محمود علي يوسف أبدى مواقف صلبة تجاه المؤامرات الخارجية ضد السودان، فيما أكد رئيس جيبوتي إسماعيل عمر قيلي، رئيس الدورة الحالية للاتحاد، أن 'الاتحاد الأفريقي هو الذي يحتاج للسودان وليس العكس'.

ملف المستشارين.. الحفيان تحت المجهر

وعن الجدل الذي أثير بشأن مستشاريه وأبرزهم حسين الحفيان، قال إدريس إن هذه القضايا ليست ذات قيمة مقارنة بالقضايا المصيرية التي تواجه البلاد، داعيًا الإعلام إلى الكف عن 'ساقط القول' والتركيز على الملفات الكبرى مثل إعادة البناء والاستفادة من تجارب العالم.

مكافحة الفساد

وفي ختام حديثه، أكد إدريس أن حكومته قدمت إقرارات ذمة شاملة في إطار سعيها لمنع الفساد والتلاعب بحقوق الشعب السوداني، مشددًا على أن المرحلة المقبلة ستكون مرحلة شفافية ومحاسبة.