اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٨ تشرين الأول ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
أصدر مركز عمليات الطوارئ الاتحادي التابع لوزارة الصحة الاتحادية في السودان تقريره الأسبوعي يوم الثلاثاء، مستعرضًا فيه الوضع الصحي العام في البلاد خلال الأسبوع التاسع والثلاثين من العام، متناولًا الكوليرا وحمى الضنك والكبد الوبائي وأبرز المؤشرات الوبائية والأنشطة الميدانية التي نفذتها الإدارات المختصة.
التقرير، الذي شمل بيانات الترصد والاستجابة، كشف حجم التحديات التي يواجهها النظام الصحي في ظل الحرب المستمرة، وتدهور الخدمات الأساسية، وانتشار الأمراض الوبائية في ولايات متعددة.
تفشي الكوليرا في 15 ولاية سودانية
بحسب بيانات التقرير، تم تسجيل 951 حالة إصابة مؤكدة بالكوليرا في 15 ولاية سودانية، من بينها 34 حالة وفاة. وتصدرت ولاية جنوب كردفان قائمة الولايات الأكثر تضررًا بنسبة 22.2% من إجمالي الحالات، تلتها شمال كردفان بنسبة 20.2%، ثم جنوب دارفور بنسبة 15.1%، والنيل الأزرق بنسبة 15%، وشمال دارفور بنسبة 10.3%. وتشير هذه النسب إلى اتساع رقعة المرض وارتفاع معدلات العدوى، مما يعكس ضعف قدرات مراكز العزل في احتواء الإصابات وضرورة التدخل العاجل للسيطرة على الوضع الصحي المتدهور.
ارتفاع إصابات حمى الضنك في الخرطوم والجزيرة
في سياق متصل، سجلت وزارة الصحة 3,676 حالة إصابة بحمى الضنك في سبع ولايات، جاءت ولاية الخرطوم في الصدارة بنسبة 80% من إجمالي الحالات، تلتها ولاية الجزيرة بنسبة 11.8%. ويُعد هذا المؤشر دلالة على تراجع فعالية الرقابة الصحية في العاصمة، التي تشهد تسجيل إصابات جديدة بشكل يومي. كما سجل التقرير 59 حالة إصابة بالكبد الوبائي، بينها خمس وفيات جميعها في ولاية الجزيرة، مما يبرز ضعف النظام الصحي في التعامل مع الأمراض المعدية والمزمنة على السواء.
جهود الاستجابة الميدانية
أشار تقرير الاستجابة إلى تحقيق نتائج إيجابية في بعض مراكز العزل، إذ انخفضت نسبة الإصابات بالكوليرا إلى الصفر في عدد من الولايات، بينما شهدت ولايات أخرى زيادة طفيفة في الحالات. في المقابل، تواصل الخرطوم تسجيل إصابات جديدة بحمى الضنك، ما دفع السلطات إلى تنفيذ حملات ميدانية مكثفة شملت توزيع مادة الكلور وتحسين خدمات الإصحاح البيئي والرقابة على الأغذية. كما نفذت فرق الاستجابة عمليات تفتيش ومعالجة لـ80% من المنازل المستهدفة أسبوعيًا، إلى جانب رش ضبابي داخل 99% من المنازل، ورش 165 مؤسسة، وحملات رذاذية شملت 1,096 حيًا بنسبة تغطية بلغت 65.5%.
تأثير الأمطار على الوضع الصحي
في تقرير منفصل، ذكرت وزارة الصحة أن ولاية الخرطوم كانت الوحيدة التي تأثرت بالأمطار في الرابع من أكتوبر، حيث تضررت 12 أسرة تضم 60 فردًا. وأكد التقرير أن السلطات الولائية تدخلت لمواجهة آثار السيول، وناقشت العقبات التي تواجه فرق الاستجابة، مقدمة توصيات تهدف إلى تعزيز التنسيق بين الجهات المعنية وتحسين الجاهزية لمواجهة الكوارث الطبيعية في ظل الأزمة الراهنة.
حركة الدخول والخروج عبر المنافذ الحدودية
أوضح تقرير الحجر الصحي أن السلطات الصحية رصدت وصول 11,838 شخصًا إلى السودان عبر نقاط الدخول المختلفة، مقابل مغادرة 13,723 شخصًا خلال الفترة ذاتها. كما عاد طوعًا من مصر 8,701 شخص، فيما عبر 88 شخصًا من ولاية النيل الأبيض. هذه الأرقام تعكس استمرار حركة التنقل رغم المخاطر الصحية والأمنية، ما يستدعي تشديد الرقابة الصحية على المنافذ لمنع انتقال الأمراض الوبائية عبر المسافرين.
انهيار المنظومة الصحية
منذ اندلاع الحرب في السودان في أبريل 2023، يشهد القطاع الصحي انهيارًا واسعًا، حيث تعطل عدد كبير من المرافق الطبية، مع نقص حاد في الإمدادات الدوائية والمعدات. وأدى هذا التدهور إلى تفشي الأمراض الوبائية في مختلف الولايات، وسط عجز النظام الصحي عن تقديم استجابة فعالة للأزمة المتفاقمة. وتؤكد التقارير الرسمية أن النظام الصحي يواجه خطر الانهيار الكامل ما لم يتم التدخل العاجل دوليًا لدعم جهود الإغاثة وإعادة تأهيل البنية الصحية المتهالكة في البلاد.


























