متابعات- نبض السودان

في تقرير صادم كشفته الأمم المتحدة، أكدت مارثا بوبي، مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون أفريقيا، أن قوات الدعم السريع تقوم بتجنيد مقاتلين في شمال شرق أفريقيا الوسطى، ما يعمّق المخاوف من تصاعد التوترات الإقليمية ويزيد من هشاشة الوضع الأمني في منطقة أبيي المتنازع عليها بين السودان وجنوب السودان.

تجنيد داخل أفريقيا الوسطى وتصعيد في أبيي

أوضحت مارثا بوبي خلال إحاطتها لمجلس الأمن الدولي في نيويورك، أن قوات الدعم السريع وسّعت نطاق عملياتها العسكرية والتجنيدية إلى شمال شرق أفريقيا الوسطى. وأضافت أن مجلس الأمن أدان الهجوم الذي تعرضت له قوات حفظ السلام التابعة لبعثة الأمم المتحدة في أفريقيا الوسطى 'مينوسكا'، والذي نُسب إلى عناصر مسلحة يُعتقد أنها سودانية.

تزايد وجود الدعم السريع في منطقة أبيي، حيث تعمل قوة الأمم المتحدة على ضمان جعل المنطقة منزوعة السلاح، زاد من تعقيد الوضع الهش وأدى إلى تصعيد مقلق في المثلث الحدودي مع ليبيا وتشاد ومصر وأفريقيا الوسطى، وسط تحذيرات من تهديد الاستقرار الإقليمي.

استمرار النزاع وتوسع رقعة القتال

أكدت المسؤولة الأممية أن النزاع في السودان لا يظهر أي بوادر لانتهائه، في ظل استمرار الأطراف المتحاربة في مساعيها لتحقيق أهداف عسكرية. وحذّرت من أن استخدام الأسلحة المتطورة، بما في ذلك الطائرات المُسيّرة، وسّع رقعة القتال إلى مناطق كانت مستقرة، وأسفر عن سقوط مدنيين ونزوح جماعي.

وأشارت إلى أن مدينة الأبيض في ولاية شمال دارفور مرشحة لأن تصبح نقطة اشتعال جديدة للنزاع، بعد فشل الدعم السريع في السيطرة عليها رغم الحصار والهجمات البرية والقصف المدفعي المتواصل.

جهود أممية لوقف القتال وإيصال المساعدات

أفادت مارثا بوبي بأن الأمم المتحدة تسعى جادة لتحقيق هدنة إنسانية مؤقتة، خاصة في مدينة الفاشر، لتيسير وصول المساعدات الإنسانية وإجلاء المدنيين الراغبين في المغادرة بشكل آمن. ولفتت إلى أن رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان وافق على وقف القتال في الفاشر لمدة أسبوع لتسهيل عمليات الإغاثة.

أزمة القيادة المدنية وخلافات تحالف تأسيس

تطرقت المسؤولة الأممية إلى الأزمة السياسية المتفاقمة، مشيرة إلى استمرار الخلافات داخل تحالف 'تأسيس' بقيادة الدعم السريع بشأن تشكيل حكومة في مناطق سيطرته. وأكدت أن رئيس الوزراء كامل إدريس قرر حل الحكومة السابقة وأعلن نيته تشكيل حكومة جديدة من 22 وزيرًا استنادًا للكفاءة والخبرة المهنية دون محاصصة سياسية.

وحذّرت من أن إصرار تحالف 'تأسيس' على تشكيل حكومة موازية قد يهدد وحدة البلاد ويكرس الانقسام.

جهود دبلوماسية مكثفة لإنهاء النزاع

قالت مارثا بوبي إن المبعوث الأممي الخاص للسودان رمطان لعمامرة زاد من اتصالاته مع الفاعلين الإقليميين والدوليين للبحث عن مسار سياسي ينهي النزاع. وكشفت عن خطط لفريق من مكتبه لزيارة مدينة بورتسودان، مع استمرار الجهود للتواصل مع قوات الدعم السريع في الوقت المناسب.

وأشارت إلى أن لعمامرة التقى رئيس الوزراء كامل إدريس وأكد له أهمية الحل السياسي الشامل، بينما واصل اتصالاته مع مختلف المكونات المدنية.

انقسام القوى السياسية حول مبعوث الأمم المتحدة

أوضحت مارثا بوبي أن بعض القوى السياسية تطالب بتغيير المبعوث الأممي رمطان لعمامرة بسبب تعثر جهوده، فيما ترى قوى أخرى ضرورة استمراره في منصبه لدفع جهود الحل السلمي.