إنجلترا – يعتبر البعوض من أخطر الكائنات الحية على البشر، لأنه على الرغم من صغر حجمه، إلا أنه قادر على نقل عدوى تودي بحياة مئات الآلاف من البشر سنويا.

ولا يتعلق الأمر باللدغة نفسها، بل بقدرة الحشرة على العمل كـ'حقنة على أجنحة' – إذ تخترق الجلد، وتحقن لعابها بمسببات الأمراض في الدم. أي أنه ليس مجرد حشرة مزعجة، بل هو ناقل محتمل لعدوى قاتلة.

والأمراض التي ينقلها البعوض هي:

الملاريا– يعتبر هذا المرض من أقدم الأمراض وأكثرها فتكا، وينتقل عن طريق لدغات بعوض الملاريا من جنس الأنوفيليس. العامل المسبب هو طفيلي البلازموديوم، الذي يخترق الدم ويدمر خلايا الدم الحمراء. وأعراضه قشعريرة شديدة، وحمى، وتعرق، وضعف، وأحيانا تشنجات. ويمكن أن يؤدي من دون علاج، إلى الغيبوبة والوفاة، وخاصة الأطفال والنساء الحوامل.

حمى الضنك– تنتقل عن طريق بعوضة الزاعجة المصرية، التي تنشط خلال النهار. ينجم المرض عن فيروس يسبب ارتفاعا مفاجئا في درجة الحرارة، وصداعا شديدا وآلاما عضلية، وطفحا جلديا، وأحيانا نزيفا داخليا- الحمى النزفية – يمكن أن تكون قاتلة.

الحمى الصفراء– مرض خطير آخر يسببه فيروس وينتقل عن طريق بعوضة الزاعجة نفسها. تؤثر الحمى الصفراء على الكبد، وتسبب الحمى واليرقان والنزيف، وقد تؤدي إلى الوفاة. يصل معدل الوفيات بين الحالات الشديدة إلى 50 بالمئة يوجد لهذه الحمى لقاح، ومع ذلك لا تزال تنتشر في إفريقيا وأمريكا الجنوبية.

فيروس زيكا– انتشر كوباء في البرازيل عامي 2015 و2016، ما تسبب في زيادة كبيرة في التشوهات الخلقية لدى الأطفال حديثي الولادة. غالبا ما تظهر العدوى بشكل خفيف، مصحوبة بصداع وطفح جلدي وحمى، ولكن لدى النساء الحوامل، يمكن أن يسبب الفيروس صغر رأس الجنين. ينتشر المرض عن طريق البعوض أيضا.

حمى تشيكونغونيا– تسبب ألما حادا في المفاصل والعضلات، و صداعا وحمى . ومع أن معدل الوفيات بسبب هذا الفيروس منخفض، إلا أن المعاناة في الحالات الشديدة قد تستمر لأشهر. ينتقل عن طريق بعوض النهار نفسه من جنس الزاعجة.

التهاب الدماغ الياباني– مرض نادر ولكنه خطير للغاية يسبب التهابا في الدماغ. ينتقل عن طريق البعوض في المناطق الريفية في شرق آسيا. تصل نسبة الوفيات في الحالات الشديدة إلى 30بالمئة. الناقل هو بعوض Culex tritaeniorhynchus، الذي يعيش بالقرب من حقول الأرز.

حمى غرب النيل– قد تكون العدوى من دون أعراض، ولكنها في بعض الحالات تسبب التهاب السحايا والتشنجات والغيبوبة. ينتقل الفيروس عن طريق بعوض Culex pipiens (بعوض الليل الشائع)، ومصدره الطيور المصابة.

وتجدر الإشارة إلى أن معظم هذه الأمراض تنقلها إناث البعوض. ويمنع لعاب هذه الحشرة تخثر الدم، ما يهيئ ظروفا مثالية لانتقال الفيروسات أو الطفيليات. لا يوجد علاج محدد للعديد من أنواع العدوى، واللقاحات غير متوفرة لجميعها. بالإضافة إلى ذلك، يساهم تغير المناخ في انتشار أنواع البعوض الجنوبية إلى مناطق كانت معتدلة المناخ سابقا.

ويوصي الخبراء للوقاية من البعوض باستخدام طاردات الحشرات والناموسيات؛ ارتداء ملابس مغلقة في المناطق الخطرة؛ التطعيم عند السفر إلى مناطق انتشار هذه الأمراض؛ تجنب المياه الراكدة، لأن البعوض يتكاثر فيها بنشاط.

المصدر: health.mail.ru