متابعات- نبض السودان

سجّل أحد عمال مستشفى الموانئ البحرية بمدينة بورتسودان ملحمة بطولية، أنقذ خلالها المستشفى بالكامل من كارثة محققة، كاد أن يدفع ثمنها العاملون والمرضى لولا شجاعته وتدخله الفوري.

شروم.. بطل في قلب النار

بحسب شهود عيان، فإن عمر محمد أحمد المعروف بـ'شروم'، والذي يعمل فني كهرباء في مستشفى الموانئ البحرية ببورتسودان، كان يؤدي مهامه الاعتيادية، حين اندلعت النيران بشكل مفاجئ في مولدات المستشفى، ما شكّل تهديدًا مباشرًا لكل من في المبنى من كوادر طبية ومرضى ومرافقين.

في لحظة حرجة، لم يتردد شروم، بل اقتحم موقع الحريق وسط تصاعد الدخان واللهب، متجاوزًا خطر الانفجار، حيث قام بفصل الكابل الكهربائي المغذي للمولدات، ثم أسرع إلى إغلاق بلف الجاز الرئيسي الذي كان يُغذي المولدات المشتعلة، بيديه العاريتين، رغم احتراق الحديد وحرارة النيران العالية.

أنقذ أرواحًا وتحدى النيران

بطولته لم تتوقف عند ذلك، بل نجح شروم أيضًا في إنقاذ أحد الأشخاص الذين كانوا عالقين وسط اللهب، في مشهد دوّنته الذاكرة الشعبية قبل أن توثقه الكلمات.

ورغم تعرضه لإصابات طفيفة جراء سخونة المعدات، إلا أن شروم واصل المتابعة مع إدارة الكهرباء بالمستشفى حتى عاد التيار الكهربائي للمرافق الحيوية قبل مغرب اليوم نفسه بلحظات، مما ساهم في استعادة الخدمات الطبية للمرضى دون توقف.

تعاون الدفاع المدني وجهود محلية كبيرة

الحادثة شهدت تدخلًا عاجلًا من رجال الدفاع المدني، الذين عملوا على السيطرة على الحريق ومنع امتداده لبقية أجزاء المستشفى، في حين تضافرت الجهود داخل المرفق الطبي لإعادة التوازن إلى الخدمة.

عدد من المواطنين الذين شهدوا الواقعة عبروا عن امتنانهم لما قام به شروم، واصفين تصرفه بأنه 'بطولي نادر'، مؤكدين أن شجاعة العامل أنقذت الأرواح والممتلكات، وسط دعوات بتكريمه رسميًا لما قدمه من تضحية وشجاعة.

مطالب بتكريمه رسميًا

دعوات واسعة انطلقت عبر منصات التواصل الاجتماعي تطالب الجهات الحكومية والصحية بتكريم شروم، معتبرين ما فعله أكثر من مجرد أداء واجب وظيفي، بل بطولة استثنائية تستحق أن تُروى للأجيال القادمة.