يتجدّد سحر الموضة مع كل عرض يُقام في باريس، حيث تتحوّل المنصّات إلى مسرح للألوان والقصّات المبتكرة، ولربيع وصيف 2026، قدّمت دور الأزياء مشهدًا متنوّعًا يجمع بين الجرأة والإبداع.

أسبوع باريس للموضة لربيع وصيف 2026

تواصلت المفاجآت في عروض باريس، حيث تنوّعت الرؤى بين البوهو العصري لدى Isabel Marant، والصرامة الدراماتيكية في Schiaparelli، وصولًا إلى اللمسات المستقبلية لدى Mugler، فشكّلت المنصّات لوحة شاملة تعكس تنوّع عالم الموضة وغناه.

مجموعة Mugler : صرامة هيكلية وأناقة جريئة

قدّم ميغيل كاسترو فريتاس، المدير الإبداعي الجديد لدار Mugler، مجموعته الأولى بعنوان Stardust Aphrodite، مجموعة جمعت بين الصرامة الهيكلية والدقة في القصّات، لتعيد إلى الواجهة توقيع الدار الأيقوني القائم على الجرأة والخطوط المنحوتة.

أما الألوان، فقد مالت في كثير من الإطلالات إلى الحياد والبيج، غير أن المصمم خفّف من رتابتها عبر إدخال الشفافية الناعمة وفساتين خفيفة كشفت عن جرأة محسوبة من دون أن تفقد توازنها الأنيق.

القصّات البارزة عند الأكتاف والياقات المصبوبة التي ترتفع عن الجذع شكّلت محورًا آخر في المجموعة، مؤكّدة رؤية المصمم في المزج بين البنية الهندسية واللمسات المستقبلية، هكذا قدّم كاسترو مزيجًا متنوّعًا من الجلد، والشفافية، والدراما، ليرسم بداية جديدة لدار Mugler تحمل توقيعه الخاص.

Schiaparelli… الرقص في الظلام

أطلق دانييل روزبيري على مجموعة دار Schiaparelli لربيع وصيف 2026 اسم 'راقصة في الظلام'، فكانت واحدة من أكثر عروضه جاذبية، جاءت الخياطات صارمة، لتجسّد صورة امرأة مهيمنة تمتلك السلطة والثقة، برزت السترات الأنيقة والفضفاضة إلى جانب التنانير الضيقة المكشوفة عند البطن، فيما أضفت فساتين السهرة الجلدية بطبعة جلد الثعبان، وأخرى مثقبة تكشف الكثير من الجسد، طابعًا دراميًا جريئًا.

ومع ذلك، بدت هذه المجموعة أكثر هدوءًا وتوازنًا بالمقارنة مع عروض روزبيري السابقة، وكأنها توازن بين الهيمنة والأنوثة.

كما لفتت كيندال جينر الأنظار خلال عرض Schiaparelli، حيث تألقت بفستان معدني فضي مزدان بشراشيب متدلّية وياقة جريئة، نسّقته مع حقيبة كلاتش عاكسة وحذاء فضي بكعب عالٍ، في إطلالة جسّدت بريق الدار وجرأتها المعهودة.

روح المسافر الحرّ في عرض Isabel Marant

في عرض Isabel Marant لربيع وصيف 2026، تجلّت روح البوهو العصرية عبر إطلالات كاجوال جذّابة وتصاميم مريحة مستوحاة من أجواء ثمانينيات القرن الماضي، برز حضور جلد السويد والقطن والكتان بدرجات الرمل والأبيض والأخضر الزيتوني، فيما أعادت السترات العملية ذات الجيوب، والتنانير القصيرة، رسم صورة المسافر الحرّ الذي يوازن بين الراحة والأناقة، أما الحرفية فقد ظهرت في تفاصيل الكروشيه المفتوح، والدانتيل الرقيق، لتضفي على العرض طابعًا طبيعيًا.

يبقى التوازن بين الجرأة والأناقة المبدأ الأساسي في المجموعة، حيث تتوازن البلوزات القصيرة، والفساتين فائقة القصر، والسراويل الميني، والأقمشة الشفافة مع السترات الواسعة ومعاطف الباركا الفضفاضة، لتخلق تناغمًا مثاليًا.

أما الإكسسوارات فجاءت لتكمل المشهد عبر أحذية الكاحل القصيرة وحقائب اليد الكبيرة المزدانة ببطانيات ملفوفة على المقابض في إشارة إلى روح السفر حول العالم، وتكتمل الإطلالات بالأحزمة المضفّرة، والقلادات البارزة، والأقراط الطويلة التي تضيف لمسة من الحرية والانطلاق.