متابعات- نبض السودان

كشف خالد وافي، مقرر شعبة الماشية، يوم السبت الموافق 8 نوفمبر 2025 في بورتسودان، عن قيام وزارة المالية برفع سعر لقاح حمى الوادي المتصدع ليصل إلى 7 آلاف جنيه للجرعة الواحدة، وذلك في سياق تلميحات قوية منه تُشير إلى وجود شبهات فساد كبيرة تحيط بعملية استيراد هذا اللقاح الحيوي.

الثروة الحيوانية: الضحية الجديدة لـ 'مافيا' الاحتكار

تُعد الثروة الحيوانية في البلاد العمود الفقري لاقتصاد الريف، حيث توفر الأمن الغذائي والتغذوي، بالإضافة إلى توفير الدخل وسبل العيش لملايين الأشخاص. كما أن قطعان الماشية تدر على البلاد عائدات قيّمة بالعملة الصعبة.

قفزات سعرية متتالية تفوق التكلفة الحقيقية

وأوضح خالد وافي في حديثه أن وزارة المالية قامت بزيادة رسوم لقاح حمى الوادي المتصدع للمرة الثالثة لتستقر عند 7 آلاف جنيه للجرعة الواحدة التي تبلغ سعتها 100 مل، مشيرًا إلى أن السعر كان قد رُفع سابقًا إلى 3500 جنيه، ثم إلى 5500 جنيه قبل إقرار الزيادة الأخيرة. وأكد أن هذه الزيادة الجديدة لا تتناسب إطلاقًا مع تكلفة استيراد اللقاح الفعلية، حيث لا تتجاوز قيمة استيراد الجرعة الواحدة 40 سنتًا شاملة تكاليف الترحيل، وذلك مقابل سعر الدولار البالغ نحو 3600 جنيه في السوق الموازي، بحسب  'سودان تربيون'.

فساد الديباجات والكواشف يخرج المصدرين من المنافسة

وأشار خالد وافي إلى أن 'زيادة قيمة اللقاحات والكواشف والديباجات واحتكارها لجهات لا تستطيع توفير كل الكميات المطروحة، ودون عطاء أو منافسة، يُعد إشكالية كبيرة وبابًا للفساد في مجال صادر الثروة الحيوانية'. وأضاف أن 'فرض الكثير من الرسوم غير القانونية وسيطرة مافيا الوراقة والجوكية أخرجت مصدري الماشية من المنافسة بشكل كلي'.

'فساد لا يغسله ماء البحر الأحمر' ومطالبة بالعطاءات العامة

وطالب وافي بضرورة طرح استيراد اللقاحات في عطاءات عامة مع فرض رقابة صارمة على توريدها، على أن تشمل هذه المراقبة الكواشف والديباجات. وذكر أن شعبة الماشية ظلت تعاني منذ عام 2019 بسبب ما وصفه بالفساد في الصادر وممارسات تهريب إناث الضأن والإبل، الأمر الذي ساهم في تدهور قطاع الثروة الحيوانية. وتابع قائلًا: 'ما يحدث في صادر الثروة الحيوانية من فساد لا يغسله ماء البحر الأحمر، وكل ذلك على حساب الشعب السوداني وموارده المنهوبة'.

يُذكر أن حملة أطلقتها منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة 'الفاو' بالتعاون مع الحكومة السودانية، بدأت في الشهر الماضي، لتطعيم 9.4 مليون حيوان ضد أمراض أخرى كطاعون المجترات الصغيرة، وجدري الأغنام والماعز، والالتهاب الرئوي البقري المعدي، إضافة إلى مرض الحصان الإفريقي والجمرة الخبيثة.