طه العاني - الخليج أونلاين

- حملة 'الشتاء الدافئ لعام 2024-2025' حملت شعار'دِفْؤهم واجب'.

- المساعدات القطرية الإنسانية عموماً تشمل 28 دولة حول العالم.

-الهلال الأحمر القطري يسعى لتزويد المتضررين من الأزمات والصراعات بالمساعدات الضرورية لحمايتهم من الشتاء.

أطلقت دولة قطر عبر الهلال الأحمر القطري حملة 'الشتاء الدافئ لعام 2024-2025' تحت شعار 'دِفْؤهم واجب'، وهي حملة خيرية سنوية اعتادت تنظيمها منذ عقدين، بهدف مساعدة الفئات الأكثر ضعفاً في مواجهة برودة الشتاء.

وتركز هذه الحملة بشكل خاص على دعم اللاجئين والنازحين والفقراء الذين يعيشون في ظروف صعبة نتيجة الأزمات الإنسانية والصراعات المستمرة حول العالم.

ومن خلال هذه المبادرة الإنسانية، يسعى الهلال الأحمر القطري إلى تزويد المتضررين بالمساعدات الضرورية التي تضمن لهم الحماية من آثار الطقس البارد.

شتاء دافئ

على مدى الأعوام السابقة، حققت حملة 'الشتاء الدافئ' نجاحات ملموسة في تحسين حياة آلاف الأسر المحتاجة حول العالم، حيث تمكنت من الوصول إلى المناطق النائية ومخيمات اللاجئين التي تعاني من نقص في الخدمات الأساسية.

وتهدف الحملة إلى تنفيذ مجموعة من المشاريع والمساعدات الشتوية، يبلغ عددها نحو 40 مشروعاً، ستستفيد منها أكثر من 179 ألف شخص في 13 دولة حول العالم، وهي: قطر، وفلسطين (قطاع غزة والضفة الغربية)، واليمن، وسوريا، والنيجر، والسودان، والصومال، وأفغانستان، وبنغلادش، ولبنان، والأردن، وألبانيا، وكوسوفو.

وخلال مؤتمر صحفي عُقد في الأول من أكتوبر الجاري، دعا فيصل محمد العمادي، الأمين العام للهلال الأحمر القطري، الجميع إلى المشاركة في دعم الحملة، التي تسعى لتأمين الاحتياجات الأساسية من غذاء، ومأوى، وتدفئة، ورعاية صحية، لمساعدة الآلاف من المحتاجين على تخطي قسوة الشتاء.

وبيَّن أن تبعات الأزمة الخطيرة بدأت تمتد مؤخراً لتشمل مناطق أخرى مثل لبنان، مما يهدد بزيادة عدد الضحايا وتفاقم المعاناة.

وأشار إلى أن الهلال الأحمر القطري خصص جزءاً من مشاريعه ضمن هذه الحملة لتقديم المساعدة للبنان.

ومن جانبه، نوّه محمد أحمد البشري مدير قطاع الاتصال وتنمية الموارد بالهلال الأحمر القطري، إلى تنوع أشكال التدخلات الإغاثية التي تخطط الجمعية لتنفيذها ضمن إطار الحملة.

وتتضمن هذه التدخلات توفير الملابس الشتوية، والبطانيات، والفُرش، والسلال الغذائية، ومياه الشرب، وحليب الأطفال، والأدوية والمواد الطبية، والأثاث والأجهزة المنزلية، ووقود التدفئة. إضافة إلى ذلك، تشمل المبادرات أيضاً ترميم وبناء المنازل، وكفالة الأيتام، وتوفير الخبز لضمان تلبية احتياجات الفئات المستهدفة.

وأوضح البشري أن هذه المساعدات تستجيب لاحتياجات شتوية أساسية للأسر الفقيرة والنازحة في المناطق المستهدفة، مع إعطاء الأولوية لفئات محددة مثل طلاب المدارس، المرضى، الأطفال الرضع، الأيتام، وكبار السن.

وبيَّن أن هذه المشاريع سيتم تنفيذها عبر مكاتب الهلال الأحمر القطري في الدول المستفيدة، بالتعاون مع الجمعيات الوطنية والشركاء المحليين؛ لضمان وصول المساعدات بكفاءة وسرعة، مؤكداً أن العملية ستتم وفقاً لأعلى المعايير الدولية؛ لضمان تقديم المساعدات بالشكل الأمثل.

بصمة إغاثية

ويقول الناشط الإغاثي أركان الراوي، أن المجتمع الخليجي له وقفات مميزة في الحالات الإنسانية مع دول الشرق الأوسط والعالم بشكل عام، وله مجهود كبير وبصمة رائعة في الإغاثة للشعوب والدول المختلفة.

ويضيف لـ'الخليج أونلاين' أن دولة قطر منذ سنوات طويلة، تقدم خدمات إنسانية كبيرة، لافتاً إلى أن لقطر دوراً مهماً في العراق بعد سنة 2014، وكانت تبرعات ومساعدات قطر سخية وحاضرة في جوانب الحياة كافة.

ويؤكد الراوي أن الحملات الإنسانية والإغاثية القطرية -منها 'الشتاء الدافئ'- عملت في عديد من دول العالم، لا سيما دول المنطقة التي تشهد أزمات كسوريا ولبنان والعراق واليمن، وكانت مثالاً لباقي المؤسسات الإنسانية في المجال الإغاثي العاجل.

ويبيّن أن الهلال القطري يعمل مع دخول موسم الشتاء على تلبية حاجة النازحين، من توزيع آلاف البطانيات والوسائد والمدافئ، فضلاً عن السلال الغذائية.

جهود محلية ودولية

يستمر الهلال الأحمر القطري في تقديم الدعم للفئات الضعيفة داخل المجتمع المحلي والدولي، مع تسجيل زيادة واضحة في عدد المستفيدين وحجم التمويل.

خلال العام، تم تقديم مساعدات محلية لنحو 154 ألف شخص، بإجمالي إنفاق تجاوز 4.4 ملايين دولار أمريكي.

ومن بين مشاريع الرعاية المجتمعية مبادرات مثل: 'اكفلني'، و'نعين ونعاون الغارمين'، و'خيركم سابق'، و'تفريج كربة'، و'إطعام'، و'الأضاحي'، و'إفطار صائم'، و'ميرة رمضان'، و'كسوة العيد'، و'تبرعات عينية'، و'تراحم'، و'الدفع المشترك'.

وجدد الهلال الأحمر القطري التزامه بمواصلة جهوده في تنمية المجتمع عبر برامج مبتكرة تستهدف فئات متنوعة، إضافة إلى ذلك، حققت الجمعية نمواً ملحوظاً في عدد المتطوعين، حيث بلغ عددهم نحو 30 ألف متطوع مع نهاية عام 2023.

وعبر أربعة مراكز صحية مخصصة للعمال ووحدة القومسيون الطبي، تمكن الهلال القطري من تقديم خدمات الرعاية الصحية الأساسية لأكثر من 1.3 مليون زائر، بتكلفة إجمالية تقدر بنحو 82.4 مليون دولار.

وقام الهلال الأحمر القطري بتوسيع أنشطته الإنسانية لتشمل 28 دولة، حيث نفذ مشاريع مساعدات خارجية بلغت قيمتها نحو 57.6 مليون دولار.

وقد استفاد من هذه المبادرات نحو 6.5 مليون شخص، تغطي مجالات متنوعة مثل الصحة، وتوفير المأوى، والأمن الغذائي، والتعليم.

كما أنشأ الهلال القطري 14 مكتباً وبعثة خارجية، مما يؤكد التزامه بالمساعي الإنسانية العالمية.