موازين نيوز - بغداد

في خضم الحراك السياسي المتصاعد لتشكيل الحكومة الجديدة في العراق، تتزايد التحذيرات من انعكاسات استمرار التجاذبات بين القوى على المناصب السيادية، فيما يلوح في الأفق دور خارجي يسعى للتأثير في مسار التفاهمات الداخلية.

وفي هذا السياق، سلط المحلل السياسي وليد الصالح الضوء على تعقيدات المرحلة، مؤكداً ضرورة الإسراع بحسم الاستحقاقات الدستورية.

وقال الصالح إن 'آلية اختيار الرئاسات الثلاث في العراق قامت خلال السنوات الماضية على توافقات سياسية بين المكونات، مشيراً إلى أن هذا الأسلوب بات “عرفاً سياسياً معتمداً”، لكنه ليس ثابتاً وقابلاً للتغيير تبعاً للظروف'، موضحا أن 'التحولات الأخيرة في مواقف بعض القوى السياسية ألقت بظلالها على التفاهمات التقليدية، ما أدى إلى خلق حالة من 'التعطيل غير المبرر' لمسار تشكيل الحكومة'.

وشدد على أهمية رفض إطالة أمد الخلافات حول المناصب السيادية، داعياً القوى السياسية إلى الإسراع في حسم المسارات الأساسية والمضي قدماً بتشكيل الحكومة الجديدة، ولا سيما في ظل الضغوط الاقتصادية والخدمية المتزايدة التي تتطلب وجود سلطة تنفيذية فاعلة.

وأشار الصالح إلى أن 'المشهد السياسي الحالي لا يخلو من تدخلات دولية وإقليمية تحاول التأثير على مسار تشكيل الحكومة، مؤكداً وجود أطراف تعمل على فرض رؤيتها أو دعم جهات معينة بصورة تعرقل التفاهمات الداخلية'.

ولفت إلى أن استمرار التأخير 'يوفر مساحة أوسع لهذه التدخلات'، ويضعف قدرة القوى الوطنية على الحفاظ على القرار السيادي'.

وحذر الصالح من أن 'استمرار الجمود السياسي قد يقود إلى تعقيدات جديدة في المرحلة المقبلة، مؤكداً أن الطريق الوحيد لإغلاق الباب أمام التدخلات الخارجية يتمثل بتشكيل حكومة قوية ومتوازنة قادرة على إدارة الملفات الملحّة بثبات ومسؤولية'.