اخبار العراق
موقع كل يوم -المسلة
نشر بتاريخ: ٢٤ كانون الأول ٢٠٢٥
24 دجنبر، 2025
بغداد/المسلة: يتحوّل ملف حصر السلاح بيد الدولة إلى فكرة مركزية تتقدّم واجهة المشهد السياسي والأمني في العراق، بوصفه اختبارًا فعليًا لجدّية الدولة في إعادة ضبط علاقتها مع الفصائل المسلّحة ومع شركائها الدوليين، وسط تصاعد الاهتمام الخارجي وازدياد الشكوك حيال ما إذا كانت الخطوات المعلنة تعبّر عن تغيير حقيقي أم عن إدارة مؤقتة للضغوط.
ويبرز الجدل مع تصاعد التحذيرات من أن يتحوّل تسليم السلاح إلى إجراء شكلي لا يمسّ جوهر القوة المسلحة خارج إطار الدولة، حيث تُطرح مخاوف من الاكتفاء بإجراءات إعلامية أو سياسية تهدف إلى امتصاص الضغط دون المساس بالبنية الفعلية للتسلح، في ظل تجارب سابقة أظهرت قدرة بعض الجهات على المناورة عبر تسليم معدات ثانوية أو إعادة توزيع السلاح بواجهات مختلفة.
ومن جانب آخر، يتقدّم العامل الأميركي باعتباره عنصرًا ضاغطًا ومتغيرًا في المعادلة، مع انتقال النقاش من مستوى التفاهمات السياسية إلى شروط قانونية ربطت المساعدات العسكرية والأمنية بمسار واضح لنزع السلاح وتفكيك التشكيلات غير الرسمية، وهو ما حوّل التعاون القائم منذ سنوات على أولوية محاربة داعش إلى تعاون مشروط بسلوك الدولة تجاه السلاح الخارج عن سيطرتها.
وفي السياق نفسه، تبرز مهلة زمنية محدودة كفترة اختبار غير معلنة، يُنتظر خلالها أن تُترجم التعهدات إلى خطوات قابلة للتحقق، بما يفتح الباب أمام استمرار الدعم أو، في حال التعثر، أمام تفعيل أدوات ضغط تتراوح بين تقييد المساعدات وإعادة النظر في طبيعة الوجود العسكري والاستشاري.
ويتوسّع المشهد مع دخول الكونغرس على خط النقاش، حيث تتصاعد الدعوات لاستخدام أدوات اقتصادية ومالية في حال استمرار الغموض أو المماطلة، بما في ذلك استهداف كيانات وشخصيات يُشتبه بارتباطها بالفصائل، وتحويل الملف من قضية ثنائية إلى مادة سجال داخلي في واشنطن تتقاطع فيها الحسابات السياسية مع ملفات الأمن الإقليمي.
وفي المقابل، ينعكس هذا التصعيد المحتمل على ملف التعاون ضد تنظيم داعش، إذ يُنظر إلى أي تراجع في الدعم الاستخباري أو اللوجستي بوصفه عامل إضعاف لقدرة العراق على مواجهة تهديدات لا تزال قائمة، سواء عبر خلايا نائمة أو عبر بيئة إقليمية غير مستقرة، ما يجعل السلاح غير المنضبط عنصر ضغط مزدوج داخليًا وخارجيًا.
وتطفو في الخلفية ملفات سابقة مرتبطة بطريقة تعامل بغداد مع جماعات إقليمية مسلّحة، والتي تُستعاد اليوم كمؤشرات على مستوى الجدية في أي التزام جديد، في ظل انطباع متراكم بأن القرارات غالبًا ما تُتخذ تحت الضغط لا ضمن رؤية استراتيجية طويلة الأمد.
About Post Author
زين
See author's posts






































