الفاشر – نبض السودان

كشفت مصادر متطابقة لموقع دارفور24 عن استمرار المعارك العنيفة بين الجيش السوداني ومليشيا الدعم السريع في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، وسط تطورات ميدانية متسارعة وتغيرات في خارطة السيطرة العسكرية داخل المدينة.

وبحسب المصادر، فإن قوات الجيش التي انسحبت من مقر قيادة الفرقة السادسة مشاة لا تزال متمركزة في مطار الفاشر، واللواء 154 مشاة، ووحدات المدفعية غرب المدينة، بينما تتواجد القوة المشتركة في حي الدرجة الأولى ومقر بعثة اليوناميد شمال غرب المدينة.

وأكدت ثلاثة مصادر متطابقة أن الدعم السريع تمكنت من السيطرة على مقر الفرقة السادسة مشاة بعد معارك ضارية استمرت يومي السبت والأحد، في الاتجاهين الشمالي الشرقي والجنوبي الشرقي من المدينة. وأشارت إلى أن هذا التقدم جاء عقب انسحاب الجيش من دفاعاته المتقدمة باتجاه السوق الكبير وسط المدينة، ما أتاح للدعم السريع السيطرة على المنزل الرئاسي، بنك السودان، وعدد من الوزارات والمباني الحكومية المجاورة.

ونفى مصدر عسكري رفيع بالجيش السوداني الأنباء المتداولة حول مقتل قائد الفرقة السادسة، اللواء ركن محمد أحمد الخضر، مؤكدا أنه لا يزال على قيد الحياة ويقود العمليات العسكرية بنفسه. وأضاف أن العميد محيي الدين، قائد ثاني ركن العمليات، تم أسره، بينما يتولى اللواء منصور قيادة العمليات في محيط الفرقة.

وتشير التقارير إلى أن سيطرة الدعم السريع على مقر الفرقة أدى إلى عزل الجزء الغربي من المدينة، حيث تفصل مواقع الجيش في حي الدرجة الأولى عن وسط المدينة جسر صغير يمتد فوق مجرى مائي.

من جهته، أفاد مصدر أهلي غادر المدينة مؤخرًا بأن قوات الدعم السريع دخلت الفاشر عبر طريق حي الزيادية وصولًا إلى السوق الكبير، واستولت على المباني الحكومية بعد انسحاب الجيش.

وبحسب شهود عيان، فقد أدى تصاعد القتال إلى نزوح آلاف المدنيين والعسكريين من المدينة باتجاه بلدة طويلة غربًا عبر منطقتي قولو وشقرا، وإلى مدينة مليط شمالًا عبر مناطق قرني، طرة، وأم مراحيك.

وتعد الفرقة السادسة مشاة من أهم المواقع العسكرية في الفاشر، وتضم وحدات مثل اللواء 23 مشاة، سلاح المهندسين، التوجيه المعنوي، السلاح الطبي، مدرسة القيادة، وسلاح الإشارة، وجميعها تقع وسط المدينة. أما مقرات اللواء 154 مشاة، المدفعية، الدفاع الجوي، الاحتياط، والقوة المشتركة، فتقع في حي الدرجة الأولى غرب الفاشر.