متابعات – نبض السودان

في إطار الجهود الرامية إلى إعادة بناء البلاد بعد الدمار الواسع الذي خلفته الحرب، دعا رئيس الوزراء السوداني، دكتور كامل إدريس، إلى تضافر وتكامل الجهود من أجل إعادة زراعة الغطاء الغابي الذي تعرض للدمار في مناطق متعددة من السودان، مؤكدًا على أهمية استنهاض كل الطاقات لتعزيز آليات حماية الثروة الغابية باعتبارها أحد أهم الموارد الوطنية.

لقاء يجمع رئيس الوزراء بقيادة الهيئة القومية للغابات

جاءت تصريحات رئيس الوزراء خلال لقائه بمكتبه بمدينة بورتسودان، اليوم الخميس، بوفد الهيئة القومية للغابات، والذي ترأسه المهندس موسى سليمان موسى، مدير الهيئة. وقد تناول اللقاء الوضع الراهن للغابات، لا سيما في ظل التحديات البيئية والإنسانية المتفاقمة التي تسببت بها الحرب.

آثار الحرب وضرورة إعادة الإعمار البيئي

أكد مدير الهيئة القومية للغابات، في تصريحات صحفية عقب اللقاء، أن الاجتماع مع رئيس الوزراء ناقش بالتفصيل حجم الأضرار التي لحقت بمشروعات الهيئة في مختلف المناطق التي تأثرت بالحرب، خاصة تلك التي جرى تحريرها مؤخرًا.

وأشار إلى أن هذه الحرب لم تقتصر فقط على الأضرار البشرية والمادية، بل طالت كذلك البنية البيئية، حيث دُمرت مساحات شاسعة من الغابات، مما يستدعي التدخل العاجل لإعادة إعمارها.

خطط وبرامج طموحة لاستعادة الغطاء الغابي

واستعرض الوفد أمام رئيس الوزراء خطط وبرامج الهيئة القومية للغابات التي تهدف إلى استعادة ما تم تدميره، وذلك من خلال تنفيذ مشروعات زراعية وغابية مدروسة تأخذ في الاعتبار البيئة المحلية، وتراعي التنوع البيولوجي وتعمل على منع التصحر واستدامة الموارد.

وأوضح موسى سليمان أن الهيئة تعكف على تنفيذ خطة طموحة بمشاركة المجتمعات المحلية، من خلال حملات تشجير واسعة وتقديم الدعم الفني والإرشادي للمزارعين وسكان المناطق المتضررة.

دعم مباشر من الدولة وتوجيهات حاسمة

وفي ذات السياق، شدد دكتور كامل إدريس على ضرورة مضاعفة الجهود من قبل الهيئة القومية للغابات في تعمير ما دمرته الحرب، مطالبًا بتنسيق أكبر مع المجتمعات المحلية المحيطة بالغابات لتكون شريكًا فاعلًا في عمليات الحماية والرعاية.

وأكد رئيس الوزراء استعداد الدولة التام لتقديم كل أنواع الدعم الفني واللوجستي للهيئة القومية للغابات حتى تتمكن من أداء دورها الحيوي، واصفًا الغطاء الغابي بأنه 'ثروة قومية يجب الحفاظ عليها'.

وأضاف أن الغابات تمثل عاملًا رئيسيًا في تحقيق الأمن الغذائي، والاستقرار البيئي، وتوفير فرص العمل، وأن حمايتها مسؤولية جماعية تتطلب جهودًا حكومية ومجتمعية متكاملة.

المجتمعات المحلية في قلب خطة التعافي

وفي ختام اللقاء، أبدى رئيس الوزراء اهتمامًا بالغًا بمقترح الهيئة القومي للغابات الداعي إلى إشراك المجتمعات المحلية في مشاريع إعادة الإعمار البيئي، مشددًا على ضرورة العمل جنبًا إلى جنب مع المواطنين، وخاصة في المناطق الريفية والمناطق التي كانت ساحة للحرب، لتنمية روح المسؤولية الجماعية تجاه الموارد الطبيعية.