لايف ستايل
موقع كل يوم -ال عربية
نشر بتاريخ: ٨ تشرين الثاني ٢٠٢٥
يخفي إنسيلادوس، أحد أقمار زحل سرًا عجيبًا تحت سطحه المتجمد، وهو محيطًا عالميًا شاسعًا قد يأوي حياة. جاء هذا الاكتشاف من مركبة كاسيني الفضائية التابعة لناسا، التي أمضت أكثر من عقد في دراسة زحل وأقماره. أثناء مرورها بجانب إنسيلادوس، وهو كرة جليدية صغيرة لامعة، لا يتجاوز عرضها 500 كيلومتر، رصدت كاسيني نفثات قوية من بخار الماء وجزيئات جليدية تنفجر من شقوق عميقة بالقرب من القطب الجنوبي للقمر. لم تكن هذه مجرّد شقوق، بل كانت فتحات تهوية تمتد إلى محيط خفي تحت القشرة.
يبقى هذا المحيط سائلاً بفضل عمليّة ملحوظة تُسمى التسخين المدّي. فبينما يدور إنسيلادوس حول زحل، تجذب جاذبية الكوكب الهائلة باطن القمر وتُثنيه، مولدةً حرارة احتكاكية كافية لمنع المياه الجوفية من التجمد.
وما يجعل إنسيلادوس أكثر إثارة للاهتمام هو ما بداخل تلك الأعمدة. فقد رصدت أجهزة كاسيني أملاحًا وجزيئات عضوية بسيطة وآثارًا من الهيدروجين، مما يُشير إلى نشاط حراري مائي، فتحات تحت الماء في قاع المحيط تُشبه تلك الموجودة على الأرض، وتعج بالحياة الميكروبية.
حوّل هذا الاكتشاف إنسيلادوس من صخرة متجمدة إلى أحد أكثر الأماكن الواعدة للبحث عن حياة خارج الأرض. تحت قشرته الجليدية، قد يكون هناك عالم محيطي غريب يغلي بهدوء بكيمياء تعكس أصول الحياة نفسها.
بينما تتطلع البشرية نحو النجوم، يُذكرنا قمر إنسيلادوس بأن إمكانيات الحياة قد لا تكمن فقط على الكواكب البعيدة، بل تحت أغطية الأقمار الجليدية، حيث تبقى محيطات بأكملها مختبئة في الظلام، تنتظر من يكتشفها.




























