متابعات- نبض السودان

قال سفير روسيا لدى السودان أندريه تشيرنوفول إن العلاقات الروسية السودانية تشهد نمواً ملحوظاً رغم التحديات والصعوبات الموضوعية، مؤكداً أن هناك زيادة مستمرة في التفاعل السياسي والتنسيق بين الخرطوم وموسكو في المحافل الدولية.

قمة مرتقبة بين بوتين والبرهان

أوضح السفير الروسي أن القمة الروسية العربية التي ستنعقد في أكتوبر المقبل بالعاصمة موسكو ستشكل دفعة قوية للشراكة بين روسيا والسودان، مشيراً إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيعقد لقاءً مهماً مع رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان خلال القمة.

تعاون اقتصادي وتجاري متجدد

وفي مقال بعنوان 'المطامع الاستعمارية الغربية الثابتة تجاه السودان'، شدد تشيرنوفول على أن بلاده تراهن على تنشيط العلاقات التجارية والاقتصادية مع السودان، مذكراً بأن الخرطوم لا تزال تستورد الحبوب والمنتجات الغذائية الروسية. وكشف عن انعقاد اجتماع اللجنة الحكومية المشتركة بين البلدين بعد تأجيل دام سنوات بسبب الحرب، حيث تم تحديد اتجاهات التعاون المستقبلية.

انفتاح روسي على إعادة الإعمار

أكد السفير أن المرحلة المقبلة تتطلب الانتقال من الاتفاقيات إلى التنفيذ العملي للمشاريع المشتركة، لافتاً إلى أن قطاع الأعمال الروسي منفتح على المشاركة في إعادة إعمار السودان ما بعد الحرب، مستفيداً من خبرته الطويلة في إعادة تأهيل البنية التحتية المدمرة داخل روسيا.

انتقادات لبيان الرباعية الدولية

وجه تشيرنوفول انتقادات حادة إلى بيان الرباعية الدولية الأخير بشأن السودان، واصفاً إياه بالمحاولة لإرجاع الأوضاع إلى ما قبل عام 2023، وتعطيل اتفاقية جوبا للسلام، وإعادة القوات المسلحة والدعم السريع إلى الثكنات، مع تسليم السلطة لعبد الله حمدوك دون انتخابات.

تساؤلات حول دور حمدوك

تساءل السفير الروسي عن جدوى إلغاء خارطة الطريق التي اتفق عليها البرهان مع الأمم المتحدة بجهود المبعوث رمطان لعمامرة، في مقابل إعادة حمدوك الذي وصفه بالهارب من الوطن. وانتقد محاولات المصالحة القسرية بين الجيش الذي استعاد معظم البلاد، وبين المليشيات التي وصفها بأنها ترتكب الفظائع ضد المدنيين.

نجاحات ميدانية وسياسية للجيش

أشاد السفير بالإنجازات التي حققتها السلطات الشرعية، مشيراً إلى تحرير مساحات واسعة في وسط السودان على يد الجيش، إضافة إلى تشكيل حكومة مدنية جديدة لمواجهة التحديات الاجتماعية والاقتصادية. ولفت إلى عودة أعداد كبيرة من النازحين واللاجئين إلى مناطقهم، بينهم أكثر من 800 ألف شخص عادوا إلى الخرطوم وحدها، مع توقعات بإطلاق حوار وطني شامل.

محاولات لتفتيت وحدة السودان

أكد تشيرنوفول أن هناك قوى داخلية وخارجية تسعى لتقسيم السودان من خلال دعم ما يسمى 'حكومة التأسيس' التابعة للدعم السريع في نيالا، مشيراً إلى أنها محاولة لإنشاء كيان منفصل في غرب البلاد. كما حذر من التحالف الانتهازي بين بعض عرب دارفور ومقاتلين من جبال النوبة، مؤكداً أنه بدأ يتصدع.

خطر الجماعات الإرهابية والمرتزقة

حذر السفير من أن الفوضى وعدم الاستقرار في الأراضي التي يسيطر عليها محمد حمدان دقلو وعبد العزيز الحلو قد تحولها إلى ملاذ للإرهابيين والمرتزقة من دول الساحل وأمريكا اللاتينية، ما يهدد أمن السودان والدول المجاورة على حد سواء.

الاتهام المباشر للغرب

اتهم تشيرنوفول القوى الغربية بالسعي لفرض سيناريو تقسيم السودان وتقديم عبد الله حمدوك كواجهة سياسية، تنفيذاً لمطامع استعمارية جديدة تهدف إلى استغلال الموارد والسيطرة الجيوسياسية، ومنع أي نفوذ روسي أو صيني أو إيراني في المنطقة.

رؤية موسكو للحل السياسي

أكد السفير الروسي أن خارطة الطريق التي قدمها البرهان للأمم المتحدة تظل الخطة الوحيدة الواقعية لتسوية الأزمة السودانية، موضحاً أن المرحلة الأولى منها تحققت بالفعل بتشكيل حكومة مدنية برئاسة كامل إدريس، على أن يليها إطلاق الحوار الوطني وإجراء الانتخابات. وأضاف أن الديمقراطية الشعبية السودانية الحقيقية لن تروق للقوى الغربية التي تسعى لإفشال أي مبادرات جادة مثلما يحدث في أوكرانيا.