تختتم مساء اليوم الاثنين الخامس من مايو، فعاليات الدورة الرابعة والثلاثين من 'معرض أبوظبي الدولي للكتاب'، الذي ينظمه 'مركز أبو ظبي للغة العربية'، تحت شعار 'مجتمع المعرفة.. معرفة المجتمع'، بمشاركة نحو أكثر من 1400 جهة عارضة من 96 دولة، تتحدث أكثر من 60 لغةـ قدموا ما يزيد على ألفي فعالية ثقافية.

وتزامن إقامة المعرض هذا العام مع المرحلة الأولى من الحملة المجتمعية لدعم القراءة المستدامة، التي أطلقها 'مركز أبوظبي للغة العربية'، في إطار إعلان دولة الإمارات عام 2025 ليكون 'عام المجتمع'.

محطات بارزة من 'معرض أبوظبي الدولي للكتاب' 2025

ويهدف 'معرض أبو ظبي الدولي للكتاب'، إلى تعزيز التبادل الثقافي والمعرفي بين دول العالم؛ بما يسهم في حفظ التراث اللغوي والثقافي العربي، والاطلاع على ثقافات وحضارات العالم، في إطار التزام المركز بدوره الرائد في نشر اللغة العربية، وتكريس الرؤية الإستراتيجية لدولة الإمارات في التسامح والإخاء الإنساني؛ إذ يغطي البرنامج الثقافي مجالات عدة.

وكان ذلك جلياً من خلال برنامج المعرض الذي تنوع ما بين: 'أروقة المعرفة'، و'مجلس الشعر'، و'برنامج كتاب العالم'، و'تواقيع الكتب'، و'بودكاست من أبوظبي'، كما أنبثق عن كلّ فرع فعاليات متنوعة تستهدف الراغبين بالاستفاده من مجالات الثقافة والفنون والعلوم المعرفية والتراث الشعبي، من خلال محاضرات وأمسيات شعرية وورش عمل وجلسات فكرية.

'ابن سينا' شخصية 'معرض أبو ظبي للكتاب'

وفي سياق المعرض، عرضت دار بيتر هارينجتون، المتخصصة في بيع الكتب النادرة في لندن، نسخة نادرة من موسوعة العالم ابن سينا الطبية الشهيرة 'القانون في الطب'، وذلك تزامنا مع احتفاء 'معرض أبوظبي الدولي للكتاب' به شخصية المعرض هذا العامـ تقديراً للأهمية التاريخية والعالمية لإسهامات ابن سينا في مجال الطب، حيث يُعد كتابه 'القانون في الطب'، الذي ألفه قبل ألف عام، مرجعاً أساسياً في تاريخ الطب الإسلامي والعالمي، وساهم بشكلٍ كبير في تطوُّر العلوم الطبية عبر العصور.

كما شكل الجناح الثقافي، محطة بارزة في فضاءات المعرض، إذ قدم رؤية متكاملة تعكس مشاريع وإنجازات قطاع الثقافة، في 'دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي'.

ويتضمن الجناح، مجموعة من الأقسام المتنوعة، التي تسلط الضوء على جهود الدائرة في صون التراث غير المادي، من بينها ركن بيت الحرفيين، حيث تُمارس حرفة السدو “النسيج اليدوي” مباشرة أمام الزوار، بوصفها أحد العناصر الثقافية المدرجة على قائمة التراث غير المادي في اليونسكو منذ العام 2011.

وعرض الجناح للمرة الأولى أمام الجمهور، خمس مخطوطات نادرة بطريقة العرض التفاعلي 'بلاتفورم'، وتشمل 'شرح الشافية في علم الصرف'، و'تلخيص المفتاح في المعاني والبيان'، و'ديوان ابن حمزة'، و'مصحف' يعود إلى القرن الثاني عشر الهجري؛ ما يتيح للزوار فرصة فريدة للاطلاع على كنوز معرفية أصيلة من التراث العربي والإسلامي.

أما 'مكتبة أبوظبي للأطفال'، إحدى مبادرات المجمع الثقافي، فتقدم برامج تفاعلية ثرية موجهة للفئة العمرية من الطفولة المبكرة حتى 14 عاماً. وتعد المكتبة، من بين الأكبر على مستوى المنطقة، وتضم أكثر من 60 ألف كتاب بلغات عدة، وتجمع بين خدمات الإعارة ومجموعة واسعة من البرامج القرائية والتكنولوجية، منها ورش الذكاء الاصطناعي، وكتابة القصص، والكوميكس، وبرامج نوادي القراءة.