اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٢٩ أيلول ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
أظهرت دراسة حديثة نُشرت في مجلة علم وظائف الأعضاء التطبيقي أن قلة شرب الماء يومياً لا تؤثر فقط على الترطيب الجسدي، بل تترك آثاراً نفسية وهرمونية خطيرة، أبرزها ارتفاع مستوى هرمون التوتر 'الكورتيزول' في اللعاب عند مواجهة الضغوط النفسية والاجتماعية.
الترطيب غير المثالي ومخاطر طويلة الأمد
خلصت الدراسة إلى أن انخفاض الترطيب الناتج عن شرب كميات أقل من الكمية الموصى بها من الماء يومياً يؤدي إلى تفاعل أكبر لهرمون الكورتيزول مع الضغوط الحادة. هذا الاضطراب قد يفتح الباب أمام مشاكل صحية مزمنة تشمل أمراض القلب والكلى والأيض والأوعية الدموية.
مؤشرات أولية على نقص الترطيب
أوضحت النتائج أن البول الداكن والمركز وانخفاض إنتاجه يُعدّان من أبرز علامات نقص الترطيب المستمر. وقد أشارت الأبحاث السابقة إلى أن الأشخاص الذين يستهلكون أقل من 1.2 لتر من السوائل يومياً يواجهون خطراً أعلى بارتفاع الكورتيزول، مما يجعلهم أكثر عرضة للتأثيرات السلبية على المناعة والتمثيل الغذائي وزيادة الالتهابات.
العلاقة بين هرمونات الماء والتوتر
الدراسة أكدت أن قلة شرب الماء تؤدي إلى زيادة إفراز هرمونات تنظيم الماء مثل 'أرجينين فاسوبريسين'، وهو ما يعزز بدوره إفراز هرمون الكورتيزول المرتبط بالتوتر. ومع أن الكورتيزول يتبع إيقاعاً يومياً طبيعياً، فإن اضطراب هذا الإيقاع أو تضخيم استجاباته قد يؤدي إلى انعكاسات صحية سلبية واسعة.
نتائج أدق على المدى القصير
قام الباحثون خلال سبعة أيام بمراقبة المشاركين بدقة، حيث سجّل كل منهم استهلاك السوائل اليومي من مختلف المصادر، مع استبعاد من يتناولون كميات كبيرة من الكافيين أو الكحول. هذه الآلية منحت الدراسة قوة إضافية مقارنة بالدراسات الرصدية التي تعتمد على الملاحظة لمرة واحدة.
المستجيبون والفرق في التفاعل
قسّم الباحثون المشاركين إلى مجموعتين: مرتفعي التوتر ومنخفضيه. ورغم أن نسبة المستجيبين – الذين تجاوزت مستويات قلقهم أو تغير الكورتيزول لديهم المعدل الطبيعي – كانت متشابهة في المجموعتين، إلا أن تفاعل الكورتيزول كان أكثر وضوحاً لدى من يعانون من نقص الترطيب، مما يثبت العلاقة المباشرة بين شرب الماء وصحة الجهاز العصبي.
قيود الدراسة
أشارت الدراسة إلى أن نتائجها تقتصر على الإناث اللواتي يتراوح استهلاكهن للسوائل بين 1.5 و2.5 لتر يومياً. أما الذكور الذين يتراوح استهلاكهم بين 1.6 و2.9 لتر فقد استُبعدوا من البحث، كما لم يتم تحليل الاختلافات بين الجنسين بشكل معمق.
استنتاجات مهمة للصحة العامة
خلصت النتائج إلى أن قلة تناول السوائل بشكل معتاد تجعل الأفراد أكثر عرضة لزيادة التفاعل مع هرمون التوتر عند التعرض لمواقف ضاغطة. هذا الاكتشاف يسلط الضوء على أن شرب الماء ليس فقط مسألة ترطيب جسدي، بل هو عامل أساسي في حماية الصحة النفسية والوقاية من الإجهاد المزمن وأمراضه.