متابعات- نبض السودان

أعلنت عائلة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب ، الثلاثاء، عن دخولها رسميًا سوق الهواتف الذكية، عبر طرح جهاز جديد يحمل اسم 'تي 1″، ومن المقرر إطلاقه في أغسطس المقبل. وجاء هذا الإعلان ضمن أحدث تحركات مؤسسة ترامب للاستفادة من القاعدة السياسية الضخمة للرئيس السابق، وذلك بعد تأسيس شركة 'ترامب موبايل' في أبريل الماضي.

إريك ودونالد ترامب الابن يقودان المشروع

تولى إريك ترامب وشقيقه دونالد ترامب الابن، إدارة مشروع الهاتف الجديد، في إطار استراتيجيات توسيع أنشطة مؤسسة ترامب نحو قطاعات جديدة تتعدى المجال العقاري. وأوضحا أن الهاتف سيعتمد على نظام تشغيل آندرويد، وسيتوفر بلون ذهبي لافت، فيما سيُطرح بسعر يبلغ 499 دولارًا.

مواصفات تقنية عالية وتصنيع محلي

في بيان صحافي، أكدت مؤسسة ترامب أن هاتف 'تي 1' سيُصمم ويُصنع بفخر داخل الولايات المتحدة الأميركية، مشيرة إلى أن الهاتف سيتفوق في مواصفاته على أحدث أجهزة آيفون المقدمة من شركة 'أبل'. إلا أن البيان لم يوضح تفاصيل دقيقة حول كيفية تصنيع الهاتف داخل البلاد، في ظل نقص البنية التحتية الضرورية لإنتاج الهواتف الذكية محليًا.

تساؤلات حول الجدوى والتصنيع

طرح عدد من المراقبين والخبراء أسئلة مشروعة بشأن قدرة مؤسسة ترامب على الوفاء بوعد تصنيع الهاتف في الداخل الأميركي، خاصة أن الغالبية العظمى من الهواتف الذكية تُصنع حاليًا في الخارج، نظرًا لانخفاض تكاليف الإنتاج هناك. ولفتوا إلى أن الهاتف الوحيد الذي يُصنع داخل الولايات المتحدة حاليًا تتجاوز تكلفته ألفي دولار، ما يثير تساؤلات حول إمكانية إنتاج هاتف ذكي بـ499 دولار فقط محليًا.

شراكات مع عمالقة الاتصالات

أعلنت 'ترامب موبايل' أن خدماتها ستُوفر عبر ثلاث من أكبر شركات الاتصالات الأميركية: 'إيه تي أند تي'، 'فيرايزون'، و'تي موبيل'. وتتيح الشركة لعملائها تحويل الخدمة من شركاتهم الحالية إلى 'ترامب موبايل' بسهولة، عبر الاتصال برقم مخصص لذلك. كما أصبح بالإمكان تثبيت الخدمة الجديدة على الهواتف الحالية للعملاء.

باقة '47': تسويق سياسي مباشر

طرحت 'ترامب موبايل' باقة رئيسية تحمل اسم '47'، في إشارة رمزية إلى احتمالية أن يكون دونالد ترامب الرئيس الـ47 للولايات المتحدة، وذلك بسعر شهري يبلغ 47.45 دولار. ويُنظر إلى هذه الخطوة باعتبارها حملة تسويقية ذات طابع سياسي، تعزز الارتباط بين المشروع التجاري والهوية السياسية لترامب .

دعم داخلي وخدمة عملاء محلية

أكد الأخوان ترامب أن كافة خدمات الدعم الفني وخدمة العملاء الخاصة بـ'ترامب موبايل' ستكون متمركزة في مدينة سانت لويس الأميركية، في محاولة لتعزيز الطابع الوطني للشركة، وتقديم تجربة أميركية خالصة للزبائن.

تضارب مصالح يلوح في الأفق

رغم تأكيدات العائلة بأنهم يمنحون أسماءهم فقط للمشروع دون تدخل مباشر في العمليات التنفيذية، إلا أن محللين في شؤون الحوكمة أشاروا إلى احتمالات بروز تضارب مصالح، خصوصًا في حال فوز دونالد ترامب بولاية رئاسية جديدة، نظرًا لما سيوفره المنصب من نفوذ قد يؤثر على ازدهار المشروع أو توجيه سياسات لصالحه.

نجاحات سابقة تؤسس للطموحات الجديدة

حققت مؤسسة ترامب أرباحًا ضخمة خلال السنوات الماضية من عدة مشروعات تجارية أخرى تحمل اسم ترامب ، شملت الفنادق، نوادي الغولف، الأحذية الرياضية، الساعات، وحتى الآلات الموسيقية. ويُنظر إلى إطلاق 'ترامب موبايل' باعتباره امتدادًا لهذا النموذج الاستثماري.

توسع غير مسبوق في أنشطة ترامب

يمثل الهاتف الجديد إضافة إلى سلسلة من المشاريع التي بدأتها عائلة ترامب أو سرّعت من إطلاقها عقب فوز ترامب بولاية ثانية. وتأتي في مقدمتها عملة رقمية تُعد اليوم أحد أبرز مصادر ثروته المتنامية، ما دفع الخبراء لوصف هذه المشاريع بأنها تمثل حالة غير مسبوقة من تضارب المصالح لرئيس أميركي.