لايف ستايل
موقع كل يوم -فوشيا
نشر بتاريخ: ١٤ تموز ٢٠٢٥
أصبح موضوع الالتهابات محل اهتمام واسع في السنوات الأخيرة، ويُشار إليه غالبًا كعامل رئيس خلف العديد من الأمراض، لكن ما لا يعرفه كثيرون هو أن الالتهاب ليس دائمًا أمرًا سلبيًا، بل هو استجابة مناعية طبيعية تهدف إلى حماية الجسم وتعزيز عملية الشفاء.
تكمن الخطورة الحقيقية في الالتهاب المزمن، وهو حالة يصبح فيها الجسم في حالة استنفار دائم، ما يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة مثل أمراض القلب، والسكري، والسرطان، والزهايمر. وهنا تبرز أهمية زيت السمك، المعروف بغناه بالأحماض الدهنية أوميغا 3، والتي أظهرت الدراسات دورها الفعّال في تقليل الالتهابات المزمنة وتحسين وظائف الجهاز المناعي.
زيت السمك.. فوائد غير متوقعة لمحاربة الالتهابات
في ظل تزايد الاهتمام بالتغذية الصحية والمكملات، يبرز زيت السمك كأحد أبرز العناصر الطبيعية التي تساهم بشكل فعّال في تقليل الالتهابات وتعزيز الصحة العامة، إليك أبرز فوائده التي تدعمه كخيار أساسي في نمط الحياة الصحي.
تقليل الالتهاب
يُعد زيت السمك مصدرًا غنيًا بأحماض أوميغا-3 الدهنية، مثل EPA وDHA، التي تلعب دورًا محوريًا في تنظيم الاستجابة الالتهابية داخل الجسم.
فبدلًا من كبح الالتهاب بشكل كامل، تساعد هذه الأحماض على تحقيق توازن صحي، ما يقلل من خطر تطور الالتهابات المزمنة التي ترتبط بأمراض خطيرة مثل أمراض القلب والسكري وبعض أنواع السرطان.
دعم صحة القلب
إن تناول زيت السمك بانتظام يُسهم بشكل ملحوظ في تحسين صحة القلب، وذلك من خلال خفض مستويات الدهون الثلاثية الضارة وتعزيز مرونة الأوعية الدموية.
وأظهرت الدراسات أن الأشخاص الذين يستهلكون أحماض أوميغا-3 من مصادر طبيعية مثل الأسماك أو من خلال المكملات الغذائية، يكونون أقل عرضة للإصابة بأمراض القلب التاجية والسكتات القلبية.
هذا ما يجعل زيت السمك خيارًا وقائيًا فعّالًا، خاصةً لدى من يعانون من مشكلات قلبية مزمنة أو لديهم تاريخ عائلي مع أمراض القلب.
خفض مستويات الكوليسترول
من أبرز فوائد زيت السمك المعروفة علميًا هو تأثيره الإيجابي في خفض مستويات الدهون الثلاثية في الدم، وهي من العوامل الرئيسة المرتبطة بزيادة خطر السكتات الدماغية وأمراض القلب.
ارتفاع هذه الدهون يُعد مؤشرًا خطيرًا، لكن تناول زيت السمك بانتظام يمكن أن يساعد على تقليلها بشكل ملحوظ، بفضل احتوائه على أحماض أوميغا-3 الفعالة.
ومع ذلك، فإن مدى الاستجابة يختلف من شخص لآخر حسب الحالة الصحية ونوع المكمل المستخدم، ما يجعل من الضروري المتابعة الطبية الدورية لضمان الحصول على أفضل النتائج.
تقليل ضغط الدم
يُساهم زيت السمك في خفض ضغط الدم الانقباضي والانبساطي بفضل خصائصه الطبيعية المضادة للالتهاب، وقدرته على توسيع الأوعية الدموية وتحسين تدفق الدم.
ولا يقتصر تأثيره على الجانب الوقائي فقط، بل يُظهر فاعلية واضحة في تحسين حالة الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم بالفعل.
تحسين نمو الشعر وصحة فروة الرأس
الأحماض الدهنية أوميغا-3 الموجودة في زيت السمك من العناصر الأساسية في تغذية بصيلات الشعر وتقويتها، ما يساعد على تقليل التساقط وتعزيز نمو شعر صحي وقوي.
كما يتميز زيت السمك بقدرته على تهدئة فروة الرأس من التهيج والالتهابات، إلى جانب تحسين تدفق الدم إلى بصيلات الشعر، وهو ما يُطيل من دورة نمو الشعر ويُساهم في زيادة كثافته ولمعانه مع الاستمرار في الاستخدام.
تعزيز وظائف الدماغ
زيت السمك من أبرز المكملات الطبيعية التي تدعم صحة الدماغ، ودوره في هذا المجال موثق علميًا، إذ تُشير الدراسات إلى أن أحماض أوميغا-3 الدهنية الموجودة فيه تساهم في تحسين التركيز والذاكرة، كما قد تساعد على التقليل من أعراض الاكتئاب والقلق.
ومع التقدم في العمر أو التعرّض المستمر للتوتر والضغوط النفسية، يصبح زيت السمك دعامة غذائية أساسية للصحة العقلية، تساعد على الحفاظ على صفاء الذهن والوظائف الإدراكية لأطول فترة ممكنة.
تحسين صحة البشرة
يعمل زيت السمك على ترطيب البشرة من الداخل بفضل أحماض أوميغا-3، ما يساعد على التخفيف من الالتهابات الجلدية مثل الإكزيما والصدفية، ويُعزز الحاجز الطبيعي للبشرة.
كما يتميز بقدرته على حماية الجلد من أضرار الأشعة فوق البنفسجية، والمساهمة في تقليل ظهور التجاعيد وعلامات التقدّم في السن.
تخفيف آلام المفاصل
بفضل خصائصه المضادة للالتهاب، يُعد زيت السمك علاجًا مساعدًا فعّالًا لمرضى التهاب المفاصل الروماتويدي وغيرها من حالات التهاب المفاصل.
يساهم استخدامه المنتظم في تقليل آلام المفاصل، وتحسين مرونة الحركة، ما يساعد على التقليل من الاعتماد على المسكنات التقليدية ويُعزز من جودة الحياة اليومية لدى المرضى.
مصادر أوميغا-3 والكمية الموصى بها
نظرًا لأن أجسامنا لا تنتج أوميغا-3 بشكل طبيعي، من الضروري الحصول عليه من خلال النظام الغذائي أو المكملات الغذائية.
وأفضل المصادر هي الأسماك الدهنية مثل السلمون، والسردين، والتونة، والماكريل. كما يمكن الحصول عليها من بدائل نباتية مثل بذور الكتان والشيا والجوز، لكن يجدر بالذكر أن فاعلية التحويل النباتي لأوميغا-3 إلى EPA وDHA في الجسم محدودة مقارنة بالمصادر البحرية.
الكمية الموصى بها:
تناول الأسماك مرتين أسبوعيًا عادةً ما يكون كافيًا للحصول على فوائد أوميغا-3 للقلب.
بالنسبة للمكملات، توصي الدراسات بجرعة يومية تتراوح بين 250 إلى 500 ملغ من EPA وDHA مجتمعَين.
في حالات خاصة، مثل الالتهابات المزمنة أو أمراض القلب، قد تصل الجرعة إلى 4000 ملغ يوميًا، ولكن فقط تحت إشراف طبي مباشر.
احرصي على اختيار مكملات زيت سمك معتمدة وخاضعة لاختبارات جودة خارجية، لضمان النقاء والسلامة وخلوها من المعادن الثقيلة.