متابعات – نبض السودان

كشف تحليل جديد للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، مدعوم بتقارير من (وكالات) الأمم المتحدة، عن تفاقم غير مسبوق في أزمة الجوع بالسودان، محذرًا من أن المجاعة باتت واقعًا في أجزاء من إقليمي دارفور وكردفان، حيث أدت المعارك والحصار إلى قطع الغذاء والمساعدات عن مجتمعات بأكملها.

كما أشار إلى أن نحو 375 ألف شخص يعيشون في ظروف 'كارثية'، ما يعني أنهم على شفا المجاعة، خاصة في مدينتي الفاشر وكادوقلي، حيث تعيش الأسر على أوراق الأشجار وأعلاف الحيوانات.

وحذرت الأمم المتحدة من أن العمليات الإنسانية المنقذة للحياة تواجه خطر التوقف، إذ لم يتم تمويل سوى 28% من خطة الاستجابة الإنسانية البالغة 4.16 مليار دولار لهذا العام، وسط انخفاض حاد في مساهمات الدول المانحة.

وفي أعقاب سيطرة مليشيا الدعم السريع على مدينة الفاشر بعد أكثر من 500 يوم من الحصار، أفادت الأمم المتحدة بمقتل مئات المدنيين، بينهم عاملون في المجال الإنساني، بينما لا يزال آلاف السكان محاصرين خلف المتاريس، في ظل منع دخول الغذاء والدواء رغم النداءات العاجلة.

ووصف مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية الوضع في الفاشر بأنه 'غير مقبول'، داعيًا إلى توفير مرور آمن وفوري لقوافل المساعدات. وقالت المنسقة الأممية في السودان، دينيس براون، إن المدنيين 'عالقون بين خطوط المواجهة، ويواجهون الجوع على نطاق واسع'، مجددة الدعوة إلى وقف إطلاق النار الفوري وحماية المدنيين.

من جهتها، أكدت المنظمة الدولية للهجرة فرار نحو 71 ألف شخص من الفاشر والمناطق المحيطة بها منذ أواخر أكتوبر، مشيرة إلى أن العديد منهم تعرضوا لعمليات قتل واختطاف وعنف جنسي أثناء النزوح. كما وصفت الأوضاع في منطقة طويلة، التي لجأ إليها معظم النازحين، بأنها 'مزرية'، حيث تنام الأسر في العراء وسط نفاد الغذاء وندرة المياه النظيفة.

وفي ولاية كردفان المجاورة، أفادت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) بتصاعد أعمال العنف، ما أدى إلى نزوح عشرات الآلاف، فيما أسفرت ضربات صاروخية على مدينة كادوقلي عن مقتل ثمانية أطفال على الأقل كانوا قد لجأوا إلى مواقع النزوح.

ويُستخدم التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي من قبل وكالات الأمم المتحدة والشركاء الإنسانيين لقياس شدة الجوع، ويصنف الأزمات الغذائية على مقياس من خمس مراحل، تمثل المرحلة الخامسة 'المجاعة'، وهي الحالة التي تتميز بسوء التغذية الحاد وارتفاع معدلات الوفيات.