اخبار قطر
موقع كل يوم -جريدة الراية
نشر بتاريخ: ١٢ حزيران ٢٠٢١
كالاتشي- الجزيرة نت:
في الأسطورة القديمة انتصر النوم أمام كل من الريح والمطر والشمس، وانتزع لقب «سلطان»، لا يقدر أحد أن يغالبه. «النوم سلطان»، وعرشه في قرية «كالاتشي» التي تبعد 300 ميل عن المدينة الكازاخية «آستانا»، حيث يسقط السكان فجأة في نوبات من النوم لأيام متواصلة لا يستطيعون النهوض أو الاستيقاظ؛ حتى أطلق على القرية «القرية النائمة». في ربيع عام 2013، أصاب مرض النوم -لأول مرة- 8 أشخاص مختلفين من قرية «كالاتشي» التي يبلغ عدد سكانها 640 شخصًا خلال عطلة نهاية أسبوع واحدة، وعندما استيقظوا بعد أيام لم يتذكروا شيئًا بالمرة، وذلك وفقًا لموقع «مينتال فلُس» (Mentalfloss). بدأ السكان ينامون واحدًا تلو الآخر، ثم يسقطون فجأة في سبات تام. على مدى عامين، احتار العلماء والأطباء والمسؤولون في تفسير ما يحدث، وقد اختبروا المستويات المتزايدة من الإشعاع وأول أكسيد الكربون والرادون وتراكم أملاح المعادن الثقيلة التي يمكن أن تكون سامة. وأجروا أكثر من 20 ألف اختبار معملي وسريري، في الهواء والتربة والماء والغذاء والحيوانات ومواد البناء وعلى السكان أنفسهم، واعتقدوا أنهم أصيبوا بذهان جماعي. وفي ظل عدم وجود حقائق علمية مؤكدة؛ تكهن العديد من السكان بأن مصدر المشكلة، هو منجم اليورانيوم المهجور من الحقبة السوفياتية والموجود على أعتاب القرية.
وبعد أكثر من 700 يوم من البحث والتحقيق لمعرفة ما يحدث في قرية النائمين، خرجت الحكومة الكازاخية وأعلنت حل اللغز. فقد خلص الباحثون وفقا ل «الجارديان» بعد تحليل نتائج الفحوصات الطبية لجميع السكان إلى أن سبب النوم المفاجئ هو ارتفاع مستويات أول أكسيد الكربون والهيدروكربونات في الهواء. وأوضحت الحكومة أنه رغم إغلاق مناجم اليورانيوم؛ ما زال مستوى أول أكسيد الكربون مرتفعًا في هواء القرية مع قلة نسبة الأكسجين، وهذا هو السبب الحقيقي لمرض النوم المفاجئ في تلك القرية، كما تنبّأ سكانها بالفعل.