منذ بدايته في عالم الموضة ترك المصمم كريكور جابوتيان بصمة مميزة، فقد عمل مع كل من المصممين إيلي صعب وربيع كيروز، واستقل عنهما منذ العام 2019؛ ليؤسس ماركة باسمه بدعم من عائلته، فالقماش لديه هو الأساس والدانتيل عنصر أساسي في تصميمه، خاصة في فساتين الزفاف، ولكن تصاميمه تتهافت عليها النجمات مثل عبير نعمة وميريام فارس وخاصة أصالة التي ترتدي معظم إطلالاتها من توقيعه.

يدأ اهتمام المصمم بالموضة منذ طفولته، وبعد تخرجه في معهد ESMOD في بيروت، بدأ العمل في قسم الإبداع لدى إيلي صعب Elie Saab لمدة 7 أشهر، وهي بداية مثيرة أتاحت له تطوير تصاميمه المستقلة، وتم اختياره من قبل مؤسسة Starch، وهي منظمة غير ربحية أسسها المصمم ربيع كيروز ، فعرض أعماله تحت جناح الدار الكائنة في حيّ الصيفي في بيروت. وفي العام 2005 'كانت المجموعة الأولى التي صمّمتها باسمي الخاص، والتي يمكنني القول بثقة، إنّها كانت بداية مسيرتي المهنية المستقلة، أي بداية أتيليه كريكور جابوتيان Atelier Krikor Jabotian.' كما يقول كريكور جابوتيان.

يعشق كريكور جابوتيان الدانتيل ويعتبره رمزاً للرقي، وعما يمثل هذا القماش له، يُخبرنا:

الدانتيل حاضر بقوة في الاستديو لدينا لأنه يرتقي بالزي إلى مصاف أخرى، فهو قماش يقاوم الزمن والصيحات، ونبني عليه محوراً لمجموعة تعود جذورها إلى القرن السادس عشر، ومع أن مظهره وتفاصيله يوحيان بطابع الفنتدج ولكنه لا يوحي بالقِدم. الدانتيل هو إعادة تجسيد للتاريخ؛ لأنه يرتكز على خيط محبوك يصل الماضي بالحاضر، ويستقي جذوره من الهندسة والمساحات التي تولي عناية للتفاصيل. حتى عندما يتم تصميمه بطريقة صناعية يحمل الدانتيل صفات جينية ورثها من أجيال من الحرفيين. الدانتيل هو فن وشكل جمالي نادر في عالم متغير.

وعن علاقته الوطيدة التي سرعان ما تحولت الى صداقة مع النجمة أصالة نشر المصمم كريكور جابوتيان عبر انستغرامه الخاص ما يلي: ' الإنسجام بين مصممٍ و ملهمته هو ثمرة صداقة راسخة متنامية، تنضج مع مرور الوقت و تضفي على كل إبداع يجسدانه عمقاً وثقة، و إحتراماً. و أنا أشاهد 'صولتي' تشعل مسرح مسقط، كفنانة في قمة تألّقها محاطة بعائلتها و الشعب العماني الكريم، فغمرني شعور بالفخر والإعتزاز.

- أي قماش هو المفضل لديك لدى تصميم فستان زفاف؟

في هذا العام، شغل التفتا الحيز الأكبر لديَّ؛ لأنّ جانبه البدائي الذي لا يروّض يذكّرني بالطبيعة البدائية. أحب القماش القابل للالتواء، والذي يضفي خصوصية على صاحبة الزي عندما ترتديه. أحب التعامل مع قماش أستطيع نحته بأحجام مختلفة أو أدعه ينسدل بسهولة. أحب أنواع الأقمشة التي تجمع بين الحركة والشكل وبين البدائي والأنيق، ففي عالم فساتين الزفاف من الجميل مزج الأناقة بالأحاسيس.

- ما القماش الذي تختاره مع الدانتيل؟

الدانتيل قماش مطواع قابل للتكيف مع أي خامة أخرى، فالسر يكمن في مكان استعماله وطبيعة الأقمشة المجاورة له، فعندما نمزجه مع الأورغنزا أو الحرير الخام أو التول، فالدانتيل قد يوحي بالحدة أو بالنعومة. وهو متعدد الأنواع كما ذكرنا من الغيبور إلى المحبوك أو الشانتيي وغيره، وهو يوحي بالتناقض أو التناغم. كل نوع من الدانتيل التي ذكرتها سابقاً تنطق بلغة مختلفة، ولكل زي مصنوع من الدانتيل مع قماش آخر قصة مختلفة.

- لدى تصميمك فستان زفاف من الدانتيل. كيف تتخيله؟

أستعين بقصة منحوتة إذا كانت فساتين الزفاف من الدانتيل، فشكل الدانتيل يفترض تخصيص مساحة له؛ ليتألق، فالدانتيل عمل فني بحد ذاته ويغدو رائعاً إذا ما اقترن بالتطريز وتعدد طبقات القماش عند تنورته للتلاعب بالتصميم. هذا التناقض ما بين الخطوط القوية والتفاصيل الدقيقة يوحي بالرقي، ويبتعد التصميم عن الزخرفة ويعزز الحوار ما بين الشكل الخارجي وجاذبية الغموض.

- ما الذي تميل إليه أكثر: التطريز أم الدانتيل؟

لا أستطيع ترجيح جانب واحد، فالدانتيل والتطريز متصلان ببعضهما، وهما يشكلان هوية الدار، فكل واحد منهما يحمل لغة، ولكنني أترجم نفسي أصدق عندما أمزجهما معاً. الدانتيل يحدد درجة اللون، والتطريز يتعمق ويظهر قدراته، ونبني عليه شعار المجموعة. التطريز والدانتيل ثنائي متناغم يشبكان معاً حبكة القصص.

- وماذا تخبرنا عن مجموعتك الخاصة بفساتين الزفاف؟

هي احتفاء بالأشكال واكتشاف فريد بأن القصات المحددة والخطوط الانسيابية قابلة للامتزاج معاً، وهي مجموعة تمتحن قدرات مشغلنا الذي استطاع بالتصاميم الجديدة أن ينحت القوام بطريقة هندسية لا تخلو من الأنوثة. تحمل المجموعة الجديدة شيفرات الدار مع اتجاه للأشكال الجريئة وللتفاصيل الغريبة. وعلى صعيد القماش استعنت بالتفتا وطبقات من التول والحرير لإضفاء حجم على التنانير ولتسهيل الحركة وتموجاتها. واعتمدت من الألوان العاجي والأوف وايت مع لمسات من الذهب، فهي باختصار مجموعة حرفية ذهبنا فيها إلى حدود جديدة في مقاربة فستان الزفاف العصري.

تابعي المزيد عن

تابعي المزيد من المصممين العالميين العرب، فبعد نيله دكتوراه فخرية.. سيدتي تحاور المصمم العالمي روبير أبي نادر