وسط أجواء من الإبداع والمتعة، يواصل ركن 'الحرفي الصغير' جذب أنظار زوار معرض المدينة المنورة للكتاب 2025، مقدّمًا تجربة فريدة تجمع بين التعليم والترفيه لصغار السن، وذلك ضمن البرنامج الثقافي المصاحب للمعرض الذي تنظمه هيئة الأدب والنشر والترجمة.

تجارب يدوية تنمّي المهارات وتغرس القيم

يتيح الركن للأطفال من الجنسين فرصة خوض تجارب مباشرة في مجموعة من الحرف اليدوية البسيطة، من خلال ورش عمل تعليمية تركز على تنمية المهارات الفنية، وتعزيز القيم التربوية في آنٍ واحد.

وتتضمن الأنشطة تعليم الفتيات صناعة الأساور الملونة بالخرز، فيما يتعلم الفتيان صناعة السُبَح، والميداليات، وقواعد الأكواب، باستخدام مواد آمنة وسهلة التعامل.

وتسبق هذه الورش شروحات مبسطة يقدمها فريق متخصص من المدربين والمدربات، قبل أن يبدأ الأطفال تنفيذ ما تعلموه بحرية وبدعم وتشجيع مباشر.

تعزيز الإبداع والاستقلالية لدى الطفل

تسعى هذه الورشة إلى أكثر من مجرد إكساب مهارة، حيث تعمل على تعزيز الحس الفني، ودقة التنفيذ، والاعتماد على الذات.

فالأنشطة المقدّمة لا تقتصر على الجانب العملي، بل تفتح المجال للأطفال لتجربة مراحل العمل يدويًا، مما يرسّخ لديهم مفاهيم مثل الإنجاز الذاتي والصبر.

الحِرفة اليدوية وسيلة تربية وجدانية

لاقى هذا الركن تفاعلًا كبيرًا من الزوار وأولياء الأمور، الذين أشادوا بقيمة العمل اليدوي في بناء شخصية الطفل.

وأشاروا إلى أن ممارسة الحِرف التقليدية تُعيد إحياء صلة الطفل بالتراث، وتمنحه شعورًا بالفخر والاعتزاز بما يصنعه بيديه.

من اللعب إلى التعلّم: كيف تُبنى الثقة؟

يؤكد القائمون على الورشة أن أهدافها تتجاوز حدود التسلية، لتشمل بناء الثقة بالنفس، وغرس مفاهيم الابتكار والمثابرة.

وتهدف الورشة إلى تقديم الحرفة اليدوية كأداة تعليمية ممتعة، تجعل الطفل يُدرك قيمة 'التعلّم بالممارسة'، وتُعيد تشكيل علاقته بالمعرفة من خلال التجربة المباشرة.

جناح الطفل... مساحة يومية للمتعة والتعلم

تُعد ورشة 'الحرفي الصغير' واحدة من أبرز فعاليات جناح الطفل، الذي يقدم يوميًا أنشطة شاملة تشمل القراءة المصورة، وورش الفنون، والمجالس الحوارية، وغيرها من الأنشطة المصممة خصيصًا للفئات العمرية الصغيرة.

ويفتح معرض المدينة المنورة للكتاب 2025 أبوابه يوميًا من الساعة الثانية ظهرًا حتى منتصف الليل، ويستمر حتى مساء اليوم الرابع من أغسطس/آب، ويقدم برنامجًا ثقافيًا ومعرفيًا غنيًا يستهدف جميع فئات المجتمع، ويجمع بين النشر والتجربة والابتكار في تجربة ثقافية متكاملة.