في مشهد يبدو وكأنه من وحي الخيال أو إحدى لقطات الأفلام، تقف ثلاجة وردية اللون تعمل بكفاءة وسط واحدة من أقدم وأجفّ صحارى العالم، صحراء ناميب في ناميبيا، لتتحول إلى مقصد غير متوقع للمسافرين والسياح الباحثين عن جرعة انتعاش في قلب الطبيعة القاحلة.

على بعد نحو 20 دقيقة بالسيارة من الطريق الرئيسي الذي يعبر صحراء ناميب من الشمال إلى الجنوب، تفاجئك هذه الثلاجة التي تستوحي تصميمها من أجواء 'باربي'، وتجاورها طاولة معدنية صغيرة مع كرسيين، وكأنها محطة ضيافة وسط اللا مكان.

طفل يشتري 70 ألف مصاصة.. طلبها بالخطأ خلال لهوه بهاتف والدته

اللافت في الأمر أن الثلاجة ليست مجرد قطعة فنية أو عنصرًا ديكورياً للسخرية من قسوة الطبيعة، بل هي تعمل فعلياً، وتُبرّد مجموعة من المشروبات التي توزّع مجاناً للزوار والعابرين.

وتمثل هذه الثلاجة التي تعمل بالطاقة الشمسية مبادرة أطلقتها هيئة السياحة في ناميبيا، بهدف تقديم لمسة ضيافة مبتكرة وعصرية تعكس روح الكرم المحلي، وتحاكي مفهوم الواحة لكن بأسلوب حديث.

ووفقاً لوسائل إعلام محلية، ويتم تزويد هذه الثلاجة يوميًا بالمياه المعبأة والمشروبات الباردة، مثل الشاي المثلج، عدة مرات خلال النهار، غير أن شعبيتها المتزايدة، لاسيما بعد انتشار صورها على منصات التواصل الاجتماعي، جعلت توفر المشروبات فيها يقل تدريجياً مع نهاية اليوم.

ورغم الشكوك التي راودت بعض الزوار في البداية حيال تناول مشروب من ثلاجة في وسط الصحراء، إلا أن التجربة سرعان ما تحوّلت إلى ظاهرة سياحية لافتة، دفعت الآلاف من الزوار من مختلف أنحاء العالم للتوجه إلى الموقع وتوثيق تجربتهم هناك.

ولا تقتصر جاذبية هذه 'الواحة الوردية' على وظيفة التبريد فحسب، بل تقع على قمة تل صغير يتيح إطلالة بانورامية خلابة على مشاهد الصحراء الممتدة، وتعدّ نقطة مثالية لمتابعة الغروب الساحر الذي يميز أفق ناميب.

ويرى رواد مواقع التواصل الاجتماعي أنه في هذا المشهد الفريد، تلتقي بساطة الفكرة بعبقرية التنفيذ، ليُسجَّل للثلاجة الوردية مكانة خاصة في ذاكرة كل من مرّ بها، ليس فقط كوسيلة لإنعاش الجسد، بل أيضاً كدعوة للاسترخاء وتأمل جمال الطبيعة البكر.

مهنة غريبة باليابان.. يكسب قوت يومه من مدح الغرباء بالشوارع