متابعات – نبض السودان

كشفت غرفة طوارئ معسكر أبو شوك للنازحين بولاية شمال دارفور عن تصاعد حاد في معدلات الوفاة نتيجة الجوع، حيث بلغ متوسط الوفيات داخل المعسكر أربع حالات أسبوعيًا، في ظل أوضاع إنسانية وصفت بـ”الكارثية”، وغياب تام لأدنى مقومات الحياة.

وأوضحت الغرفة، عبر بيان مقتضب نُشر على صفحتها بموقع “فيسبوك”، أن المعسكر يعاني من انعدام شامل في الخدمات الأساسية، وسط تفشٍ خطير لسوء التغذية الحاد بين الأطفال والنساء وكبار السن، محذرة من أن استمرار الأوضاع بهذا الشكل ينذر بكارثة إنسانية وشيكة.

أسعار الغذاء تبلغ مستويات قياسية وسط انعدام الوقود والماء

وأشارت غرفة الطوارئ إلى أن سعر جوال الدخن – وهو الغذاء الأساسي لسكان المعسكر – بلغ 4 ملايين و200 ألف جنيه سوداني، وهو رقم يفوق قدرة معظم الأسر النازحة التي تعيش دون دخل أو مساعدات إنسانية منتظمة. وأضافت أن الوقود غير متوفر نهائيًا، ما أدى إلى توقف آبار مياه الشرب، ما يضاعف من حجم الكارثة، ويهدد بتفشي أمراض قاتلة بسبب العطش والمياه الملوثة.

غياب كامل للمنظمات.. والمجاعة تتوسع في صمت

في ظل هذه الأزمة، لا تزال المنظمات الإنسانية غائبة كليًا عن المشهد في أبو شوك، رغم النداءات المتكررة التي أطلقتها غرف الطوارئ ولجان المجتمع المحلي. وتشير التقارير إلى أن الحصار الأمني وتدهور الأوضاع اللوجستية أسهما في تعطيل جهود الإغاثة، ما جعل سكان المعسكر يواجهون مصيرهم بمفردهم.

سكان بين الموت البطيء والصمت الدولي

تصف مصادر محلية الوضع في معسكر أبو شوك بأنه “موت بطيء تحت أنظار العالم”، مع تفاقم الجوع والعطش، واستمرار نزوح العائلات من مناطق الاشتباكات دون أي استعدادات لاستيعابهم. ويقول ناشطون إن ما يحدث داخل المعسكر يمثل انهيارًا كاملاً للمسؤولية الإنسانية، ووصمة عار للمجتمع الدولي الذي لم يتحرك رغم وضوح مؤشرات المجاعة.

مطالبات بتدخل عاجل قبل فوات الأوان

دعت غرفة الطوارئ مجددًا إلى تدخل عاجل من المنظمات الإنسانية الدولية والإقليمية لتوفير الغذاء والماء والدواء، وفتح ممرات آمنة لوصول الإغاثة. كما طالبت السلطات المحلية بتحمل مسؤولياتها في تأمين الوقود وتشغيل الآبار، ولو بحدها الأدنى، لإنقاذ ما تبقى من أرواح.