اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ١ تشرين الثاني ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
قالت منظمة أطباء بلا حدود، السبت، إن مليشيا الدعم السريع تمنع وصول الفارين من مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور إلى مناطق آمنة، مشيرة إلى أن بعضهم تعرض للقتل والتعذيب أثناء محاولتهم النزوح من المدينة التي شهدت أحداثًا مأساوية خلال الأيام الأخيرة.
نزوح ضخم ومصير مجهول لعشرات الآلاف
وأوضحت المنظمة أن نحو 62 ألف شخص فروا من الفاشر بعد سيطرة قوات الدعم السريع عليها في 26 أكتوبر الماضي، من أصل 260 ألفًا كانوا متواجدين داخل المدينة قبل سقوطها، فيما لا يزال مصير الآلاف مجهولًا نتيجة قطع شبكات الاتصال وتزايد الأدلة على وقوع عمليات قتل جماعي بحق المدنيين.
خطر داهم على من تبقى داخل المدينة
وجددت أطباء بلا حدود في بيانها مخاوفها من أن أعدادًا كبيرة من السكان في الفاشر لا تزال تواجه خطرًا داهمًا، مؤكدة أن قوات الدعم السريع وحلفاءها يمنعون المدنيين من الوصول إلى مناطق أكثر أمانًا مثل بلدة طويلة، التي تقع على بعد 60 كيلومترًا من الفاشر.
فظائع جماعية وجرائم ذات طابع عرقي
وأدانت المنظمة ما وصفتها بـ'الفظائع الجماعية المروعة' وعمليات القتل العشوائية والعرقية التي بلغت ذروتها خلال الأسبوع الأخير في الفاشر والمناطق المحيطة بها، مشيرة إلى أن الأوضاع الإنسانية وصلت إلى مستويات كارثية.
تدفق النازحين إلى طويلة
وأشارت المنظمة إلى أن فرقها العاملة في بلدة طويلة تتعامل حاليًا مع تدفق جماعي للنازحين والمصابين عقب سقوط الفاشر، حيث شهدت البلدة خلال الأشهر الأخيرة موجات متتالية من النزوح، لافتة إلى أن أكثر من 5 آلاف نازح وصلوا خلال الأيام الخمسة الماضية فقط.
شهادات مرعبة من الفارين
ونقلت أطباء بلا حدود عن نازحين قصصًا مروعة عن المجازر وعمليات التعذيب والاختطاف مقابل الفدية، فضلًا عن حالات عنف جنسي وإعدامات ميدانية وقعت في الفاشر والمناطق المحيطة بها وعلى طول الطرق التي يسلكها المدنيون في محاولاتهم للفرار من المدينة.
مأساة في قرني ومعاناة الأطفال
ولا تزال آلاف الأسر عالقة في منطقة قرني التي تبعد 13 كيلومترًا فقط عن الفاشر، حيث يعاني العديد منهم من الإصابات والأمراض وسوء التغذية، فيما انفصل كثير من الأطفال عن ذويهم وسط الفوضى. وأكد البيان أن معظم الوافدين إلى طويلة من النساء والأطفال وكبار السن يعانون من سوء تغذية حاد، بينهم 57% من الأطفال دون سن الخامسة يعانون من سوء تغذية حاد شديد.
مئات القتلى والمفقودين في محاولة هروب فاشلة
وأفاد شهود عيان للمنظمة بأن نحو 500 مدني، إضافة إلى جنود من الجيش والقوات المشتركة، حاولوا الفرار من الفاشر في 26 أكتوبر، لكن معظمهم قُتل أو أُسر، مشيرين إلى أن قوات الدعم السريع فصلت الفارين حسب الجنس والانتماء العرقي، واحتجزت بعضهم مقابل فدية تراوحت بين 5 ملايين و30 مليون جنيه سوداني.
نداء إنساني عاجل لوقف الكارثة
وقال رئيس قسم الطوارئ في منظمة أطباء بلا حدود، ميشيل أوليفييه لاشاريتيه، إن التقارير الواردة تشير إلى فظائع واسعة النطاق وتزايد أعداد المفقودين، متسائلًا عن مصير من نجوا من المجاعة والعنف في الفاشر، مرجحًا أنهم يُقتلون أو يُمنعون من الفرار. ودعا لاشاريتيه قوات الدعم السريع والجماعات المسلحة المتحالفة معها إلى السماح للمدنيين بالوصول إلى مناطق آمنة، وطالب المجتمع الدولي، بما في ذلك 'الرباعية' التي تضم الولايات المتحدة والسعودية والإمارات ومصر، باستخدام نفوذها لوقف حمام الدم.
دعم طبي عاجل وإنشاء مركز صحي
وفي ختام بيانها، أعلنت أطباء بلا حدود إنشاء مركز صحي في مدخل بلدة طويلة، مع تعزيز خدمات الطوارئ والجراحة لاستقبال المرضى والمصابين، مؤكدة أن أغلب الإصابات التي تُعالج حاليًا ناجمة عن إطلاق النار والتعذيب.


























