غزة- محمد أبو رزق

ساهم التدخل الخليجي في حماية عشرات الآلاف من العائلات من البرد الشديد والغرق بمياه الأمطار.

في ظل الظروف الإنسانية الصعبة التي يعيشها النازحون في قطاع غزة، جاء المنخفض الجوي الأخير ليزيد من تفاقم معاناتهم، حيث تضررت آلاف الخيام، وغمرت المياه مواقع النزوح في مختلف مناطق القطاع.

ومع محدودية الاستجابة المحلية والدولية، برز الدعم الخليجي، لا سيما من قطر والإمارات والسعودية، كعامل رئيسي في التخفيف من آثار المنخفض الجوي على النازحين من أهالي القطاع الفلسطيني.

التدخل القطري

قامت اللجنة القطرية لإعادة إعمار غزة بتوزيع مساعدات إغاثية عاجلة، شملت الخيام والأغطية، والملابس الشتوية، ومدافئ للنازحين في مراكز الإيواء، بالإضافة إلى تقديم دعم لوجستي لتصريف مياه الأمطار وتحسين بنية بعض المخيمات المؤقتة.

مسؤول الإعلام في اللجنة القطرية لإعادة إعمار قطاع غزة، عبد الرحمن الخالدي، أكد أن دولة قطر سارعت، تزامناً مع دخول فصل الشتاء وبدء المنخفضات الجوية، إلى تقديم العون لأهالي القطاع، خاصة للأسر المتضررة والمنكوبة التي تدمرت منازلها وتعرضت للنزوح المتكرر وفقدان المأوى والمسكن الكريم.

وأوضح الخالدي، في تصريح لـ'الخليج أونلاين'، أن دولة قطر قامت خلال الأيام الأخيرة بتوزيع الدفعة الأولى من الخيام القطرية ضمن الجسر البري للمساعدات الإنسانية الذي أعلن تدشينه أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني مؤخراً.

وبين أن هذا الجسر يشمل، إلى جانب مئات الآلاف من السلال الغذائية والطرود الصحية، نحو ثمانية وثمانين ألف خيمة قطرية مخصصة للإيواء، يتوقع أن يستفيد منها أكثر من 436 ألف شخص من المتضررين والمنكوبين في القطاع.

وأضاف الخالدي أن قطر وفرت مؤخراً أيضاً آلاف حزم الإيواء الشتوية التي تحتوي على الأغطية الثقيلة والوسائد والحُصر، دعماً للأسر التي فقدت منازلها وممتلكاتها، وتعيش حالة من القلق مع اقتراب المنخفضات الجوية القاسية التي يشهدها القطاع سنوياً.

الدعم السعودي

السعودية، من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة والتنمية، أرسلت للقطاع مساعدات عاجلة تحتوي على مستلزمات التدفئة وكسوة وطعام.

وأكد رئيس المركز السعودي للثقافة والتراث، عصام أبو خليل، أن السعودية، ومن خلال مركز الملك سلمان، وزعت طروداً غذائية وصحية على مختلف مناطق قطاع غزة من أقصى الجنوب للشمال.

وقال أبو خليل، في حديثه لـ'الخليج أونلاين': إن 'السعودية أرسلت طائرات محملة بإعانات للفلسطينيين بالقطاع ومواد الإيواء لحمايتهم من تداعيات فصل الشتاء، وخلال وقت قريب ستدخل القطاع'.

وأوضح أن السعودية مستمرة في دعم الفلسطينيين بالقطاع خلال فصل الشتاء، وطوال فترة العام، من خلال عدة مشاريع تعمل عليها.

الدعم الإماراتي

أرسلت الإمارات من خلال عملية 'الفارس الشهم 3' شحنات إغاثية شملت طروداً غذائية ومواد تدفئة وخياماً مقاومة للأمطار، كما تم دعم فرق طبية ميدانية لتقديم خدمات عاجلة في مراكز الإيواء التي تأثرت بالعاصفة.

وشكلت نسبة المساعدات الإماراتية التي وصلت لقطاع غزة 45% من اجمالي المساعدات التي أدخلتها المنظمات الدولية والمؤسسات لقطاع غزة، في إطار جهود الدولة وتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وفقاً لتأكيدات عملية 'الفارس الشهم 3'.

تحذيرات فلسطينية

مدير المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، إسماعيل الثوابتة، أكد أنه مع دخول فصل الشتاء بقوة وفي ظل الحالة الجوية الصعبة والمنخفض الذي يضرب قطاع غزة، تتزايد معاناة الفلسطينيين وتتفاقم المأساة الإنسانية التي يعيشها قرابة مليون ونصف مليون إنسان من أبناء الشعب الفلسطيني يعيشون حياة النزوح في الخيام، بعدما أغرقت مياه الأمطار خيامهم البالية ومزقت الرياح العاتية ما تبقى منها.

وقال الثوابتة، في تصريح مكتوب وصل 'الخليج أونلاين': إن 'عشرات آلاف الأسر قد باتت بلا مأوى يحميها من مياه الأمطار والرياح، حتى لو كان هذا المأوى مجرد خيمة متواضعة؛ في مشهد يجسد حجم المأساة والكارثة الإنسانية المتفاقمة التي يعيش تفاصيلها شعبنا داخل قطاع غزة'.

وأوضح أن الاحتلال تنصل من التزاماته بإدخال احتياجات المواطنين من المساعدات والغذاء والدواء ولوازم الإعمار ومستلزمات الايواء كالخيام والكرفانات.

وبين أن قطاع غزة يحتاج إلى ما يزيد على 250 ألف خيمة، و100 ألف كرفان لتوفير المأوى المؤقت لحين الإعمار، خاصة في ظل دخول فصل الشتاء واهتراء الخيام وانهيار العديد من المنازل الآيلة للسقوط التي يضطر المواطنون للمكوث فيها هرباً من غرق الخيام بمياه الأمطار أو اقتلاعها بسبب الرياح.