اخبار السودان
موقع كل يوم -أثير نيوز
نشر بتاريخ: ٢١ كانون الأول ٢٠٢٥
روى الراوي حادثة وقعت أثناء الحج في زمزم
إذ بينما الحجاج يطوفون بالكعبة ويغرفون الماء من بئر زمزم ليشربون قام أعرابي فحسر عن ثوبه ثم بال في البئر والناس ينظرون فما كان من الحُجاج إلا أن انهالوا عليه بالضرب حتى كاد يموت فخلّصه الحرس منهم، وجاؤوا به إلى والي مكة فقال له: قبّحك الله ، لِمَ فعلت هذا ؟ قال الأعرابي: حتى يعرفني الناس، _ ويذكروني ولو بالسب واللعنات _ ويقولوا: هذا فُلان الذي بال في بئر زمزم .
هذا الأعرابي حصل على مبتغاه وبلغت شهرته كل مكان من خلال فعله النتن وهو بوله في أشرف مكان ، ولعل مما لاشك فيه أن طلب الشهرة والسعي خلف الأضواء نزعة يمتلكها غالب البشر حتى لو كان الفعل سيئاً ونتناً ومقززاً وفي غير مكانه وعدم تناسب زمانه .
أرغى الرأي العام وأزبد بعد أحداث اليوم والتي وصفها أصحابها بمواكب ذكرى ديسمبر ، دعونا نسأل ، هل كان شهر ديسمبر غياباً من قائمة الأشهر في العاميين الماضيين ( ٢٠٢٣، ٢٠٢٤) أم أصمت آذانكم راجمات مدفعية وادي سيدنا وأعمى أبصاركم دخان أوار الحرب التي ما زلتم تصرون أنها عبثية ؟
هل نام هؤلاء الشواذ الشذاذ عامين وإستيقظوا الآن ووجدوا كلبهم باسطاً ذراعيه بحوش الخليفة وأخبرهم أن الرجال قد حرروا الأرض ليستمروا في تفاهاتهم السابقة ؟
هل كانوا حوائض ذاك اليوم أو أولات حملٍ وأنفق عليهن حتى وضعن حملهن والآن عادوا وكان ذلك سبباً لعدم الإحتفال عاماً سابقاً وواحداً قبله ؟
لماذا لم نشهد مواكب وإحتفالات العام الفائت ؟ إن أعجزتكم الإجابة فعندنا الإجابة
الغريب ، عاد هتاف العسكر للثكنات، كنتم مع مليشيا الدعم السريع جناحاً سياسياً داعماً فهل أعجزكم إرجاع الجيش لثكناته بمرتزقة أفريقيا ومصفحات الإمارات؟ الأوضاع الآن تختلف عما كانت عليه ، أتذكرون نفق الجامعة ؟ نفس المكان الذي علقتم فيه صورة راعي الإبل حميدتي وتحتها عبارة الراجل الضكران ! تحت أحجار هذا النفق يرقد آلاف ( نعم نقصد آلاف) من الشهداء كانوا يعلمون تماماً أن الطلقة تقتل ولكنها لا تمحو تاريخ قوات مسلحة عمرها مئة عام ، هم نفسهم من كنتم تمنعونهم الخروج من مكاتبهم وأماكن عملهم معتقدين أنكم معجزيهم ولا تعلمون أنهم يمارسون أعلى درجات ضبط النفس ، دخلتم القيادة بهرطقات خالد سلك وأغاني المخروش دسيس مان وأعجزتكم يوم ١٥ أبريل ب٦٠٠ عربة ومصفحة وآلاف الجنود وصمدت حتى تحررت بدون مرتزقة كولمبيين أو دعم من دويلة الإمارات بل بدماء رجال القوات المسلحة ومن ساندها وحينها علمنا وعلمتم وأسيادكم هل( عندنا جيش) فعلاً أم لا .
أمدرمان لم تحرر مصادفة ، متحركات تزحف شهور عددا ، أرتال من الشهداء على إمتداد تقدمات القوات المسلحة من منطقة الوادي شمالاً وزحفاً نحو المهندسين ، ما حُرر في عامين لن تطويه مواكب الفوضى والخراب في ساعتين ، أسألوا عن عزم الرجال ، عبدالله ماراثون ، كوبر ، مدفعية الوادي ، أبطال العبور والكثير الكثير فبطولات الرجال تحتاج مجلدات ، هل علم الداعين لتلك الفوضى أن الشهيد النقيب محمد سليمان الهندي بعد إستشهاده بشوارع أمدرمان بمعارك فك حصار المهندسين من الداخل أن مدفع العدو تعامل في جسده الطاهر يوماً كاملاً ولا يضره ذلك فروحه في ريحان ربها !
هل علم هؤلاء كم شهيد إرتقى وكم من الدماء سالت وكم طرف بتر وكم وكم وكم!
ضريبة تحرير هذه الأرض شباب غض الإهاب فدى ترابكم الذي تتظاهرون فيه بدمه وعمره حين ضاقت بكم المطارات والموانئ وصناديق بكاسي التهريب وشاحنات الضأن .
خلاصة القول .. المعركة لم تنتهي بعد ومن يريد الثورة فليثور على مغتصبي الأرض ومشردي أهلها وما لا يعلمه بعض الجهلة أن المليشيا داعمة للثورة فلتذهبوا وتتظاهروا في مناطق سيطرتها ، لا مكان ولا مجال لهتافات وتفاهات تعادي وتشغل القوات المسلحة وقيادتها عن واجبها تجاه الخطر الذي ما زال ماثلاً وإن حدث فكله يندرج في خانة التخذيل وشق الصف من الداخل وزعزعة أمن وإستقرار البلاد ولا فرق بينك وبين العدو الذي يحمل السلاح وبذلك فقد ولغ فيك الكلب إن لم تكن أنت الكلب ذاته ولن تطهر وإن إغتسلت سبعة مرات بماء ال (سلمية سلمية) وواحدة منها بالتراب .
أخيراً : لكل من حرك هذه الفوضى وكان من المخططين لها : إذا أردتم أن تُذكروا ولا يقبركم تراب النسيان فأفعلوا أي شيء غير البول في ماء زمزم .
العزة والرفعة والمنعة لقواتنا المسلحة الباسلة


























