بغداد - واع- نصار الحاج - وسام الملا

بعد أن استردت مجدها وألقها بنجاح انعقاد القمة العربية في بغداد، تعود بغداد الحضارة مجدداً لتستضيف مؤتمر الإعلام العربي بدورته الرابعة، المؤتمر الذي تنظمه شبكة الإعلام العراقي للفترة ما بين (21-24) أيار الجاري يسلط الضوء على دور الإعلام في مواجهة التغير المناخي وتوحيد الخطاب العربي إزاء القضايا والتحديات التي تواجه المنطقة والعالم، وهي المرة الأولى التي ينعقد فيها هذا المؤتمر خارج تونس حيث مقر أتحاد إذاعات الدول العربية.

ويقول رئيس خلية الإعلام الأمني، اللواء سعد معن، أن استضافة بغداد للفعاليات العربية والإقليمية والإعلامية لم تعد أمراً غريباً، بل تعكس مكانتها المتقدمة ودورها المحوري في المنطقة.

رسائل مهمة

ويؤكد معن لوكالة الأنباء العراقية (واع)، إن 'بغداد باتت وجهة مهمة للدول العربية، سواء على مستوى السياحة أو المؤتمرات الجامعة للأشقاء، خاصة مع اختيارها عاصمة للسياحة العربية هذا العام، وانعقاد مؤتمر القمة العربية بنجاح على أرضها'.

وأشار معن إلى أن 'هذه المؤتمرات تحمل رسائل مهمة تؤكد الأمن والاستقرار الذي تنعم به العاصمة، فضلا عن الكرم والبيئة الملائمة التي تقدمها بغداد لاستضافة الوفود'، لافتا الى أن 'اختيار بغداد لعقد مؤتمر الإعلام العربي يعكس مدى التقدم الذي أحرزه العراق في مجال الإعلام واحترام حرية الرأي والتعبير'.

وتابع إن 'شبكة الإعلام العراقي تعمل بمهنية عالية وتتبنى موقفاً إيجابياً تجاه القضايا التي تخص الدول العربية، وعلى رأسها قضية القدس، وتتمتع بكوادر بشرية متطورة ومدربة، قادرة على أداء رسالتها بكفاءة عالية ما يجعلها أهلا لتنظيم هذا المؤتمر '.

ولفت إلى أن 'الإعلاميين والصحفيين والمواطنين العراقيين يعيشون في بيئة مناسبة للتعبير عن آرائهم'، مؤكداً 'وجود نخب إعلامية متميزة تسهم في تعزيز المشهد الإعلامي الوطني'.

خطوة استراتيجية تعكس تطور شبكة الإعلام

وعن دور شبكة الإعلام العراقي وتنسيقها مع اتحاد اذاعات الدول العربية لتنظيم مؤتمر الاعلام العربي قال الناطق الرسمي باسم نقابة الصحفيين العراقيين محمد سلام لوكالة الأنباء العراقية (واع) إن 'عقد مؤتمر إعلامي عربي بهذا المستوى من قبل شبكة الإعلام العراقي يعد خطوة استراتيجية مهمة تعكس تطور أداء الشبكة ودورها الريادي في المشهد الإعلامي العربي، فهذه المؤتمرات تتيح فرصة حقيقية لتبادل الخبرات وبحث التحديات المشتركة وتعزيز أواصر التعاون الإعلامي بين الدول العربية، كما أنها تسهم في بناء منصة حوار مهني يكرس مفاهيم الإعلام المسؤول والهادف ويعزز من مكانة العراق كمركز للتقارب الإعلامي العربي'.

وأوضح، أن 'المؤتمر يكتسب أهمية مضاعفة نظرا لتوقيت انعقاده بعد القمة العربية في بغداد إذ يعد امتداداً إعلامياً لتلك القمة ويساهم في ترجمة مخرجاتها إلى خطاب إعلامي موحد وفاعل'، مشيراً الى أن 'تزامن الحدثين يعكس انسجاما بين الأبعاد السياسية والإعلامية ويوفر أرضية مشتركة لبناء موقف إعلامي داعم للتوجهات العربية المشتركة سواء في ملفات الأمن أو التنمية أو القضايا الإقليمية الحساسة'.

وأكد أن 'شبكة الإعلام العراقي تمثل اليوم صوتا إعلاميا مؤثرا يسعى إلى ترسيخ خطاب عقلاني وموحد تجاه قضايا الأمة العربية وقد برز دورها بوضوح في تبنيها لمواقف إعلامية تركز على المشتركات بين الشعوب العربية وتعمل على مواجهة التحديات الإعلامية من خلال المهنية والشفافية كما تسهم الشبكة في تقوية التضامن العربي عبر محتواها وبرامجها مما يجعلها منصة واعدة لتوحيد الجهود الإعلامية في مواجهة الأزمات والتصدي لحملات التضليل ونشر الوعي بقضايا المنطقة'.

تعزيز مكانة الإعلام العراقي

بدوره، قال رئيس لجنة عمداء كليات الإعلام عميد كلية الاعلام في جامعة بغداد عمار طاهر لوكالة الأنباء العراقية (واع): إنه 'من المفرح ان نرى بغداد تستضيف القمم العربية السياسية التي تجمع رؤساء الدول العربية وبعدها القمة الإعلامية التي تعقدها شبكة الاعلام العراقي'، لافتا الى ان 'العراق خلال السنوات السابقة غاب عن المشهد الاعلام العربي وهذه فرصة لتعزيز مكانته الإعلامية'. 

وأضاف، أن' الإعلام العراقي كان دائما لاعبا رئيسيا مهما ومؤثرا في الوطن العربي وهذه فرصة ليكون للعراق حضور فاعل خصوصا ان العراق أحد الأعضاء الفاعلين في جامعة الدول العربية وعضو في اتحاد الإذاعات العربية وفرصة كبيرة لعكس التغيير الحاصل بالنظام الإعلامي والتبدل الكبير في الخطاب الإعلامي وهذه فرصة كبيرة ومهمة '. 

وتابع أن ' شبكة الإعلام العراقي المستضيفة لهذا الحدث عليها الدور الكبير وكلنا ثقة برئيسها ومجلس امنائها قادرين على الاستضافة وإبراز صوت العراق بشكل حضاري '.

توحيد الخطاب الإعلامي 

منجز مهم لشبكة الإعلام العراقي

من جهته، أكد الصحفي عبد الهادي مهودر أن 'عقد مؤتمر للإعلام العربي في بغداد يُعد منجزاً مهماً لشبكة الإعلام العراقي'، مشيراً إلى أن 'انعقاده بعد قمة بغداد 2025 يمنحه أهمية إضافية، خاصة في ظل الظروف الحساسة التي تمر بها المنطقة'.

وقال مهودر لوكالة الأنباء العراقية (واع): إن 'القمة العربية في بغداد ستضع الإعلام العربي أمام مسؤولية كبيرة في تقييم نتائجها، خاصة فيما يتعلق بالمواقف العربية تجاه القضايا المصيرية، وفي مقدمتها دعم حق الشعب الفلسطيني في أرضه، وإقامة دولته، ورفض مشاريع التهجير والإبادة'.

وأضاف، أن 'شبكة الإعلام العراقي تسعى دائماً لتوحيد الخطاب الإعلامي حول الثوابت والحقوق العربية'، معرباً عن 'تطلعه لأن يسهم المؤتمر الإعلامي في تعزيز هذا الدور، من خلال صياغة رسائل إعلامية موحدة تدعم وحدة المواقف العربية، وتحفظ حقوق وكرامة وسيادة الشعوب العربية ومقدراتها ومستقبلها'.

مواكبة التطورات

من جانبه أكد الإعلامي والمحلل السياسي حمزة مصطفى، أن' شبكة الإعلام العراقي تؤدي دوراً محورياً في تنظيم مؤتمر الإعلام العربي بنسخته الرابعة'، مشيراً إلى أن 'توقيت انعقاد المؤتمر بالتزامن مع القمة العربية في بغداد يعزز من أهمية الحدث على الصعيدين الإعلامي والسياسي'.

وقال مصطفى لوكالة الأنباء العراقية (واع): إن 'شبكة الإعلام العراقي تُعد من المؤسسات الرائدة في مجال الإعلام، وتمتلك خبرة واسعة من خلال مساهماتها وممارساتها على المستويين العربي والدولي، ما يجعلها في موقع مسؤولية لإنجاح هذا الحدث المهم'.

ولفت الى أن 'تزامن المؤتمر مع القمة العربية التي سيرأسها العراق لمدة عام، يفتح آفاقاً جديدة أمام الإعلام العراقي والعربي لرسم خريطة طريق في مجال العلاقات الإعلامية المشتركة، في ظل الانفتاح السياسي والاقتصادي الذي يشهده العراق تجاه محيطه العربي'.

وأشار إلى أن 'هذه الريادة الإعلامية تتطلب دعماً وإسناداً مؤسسياً يعزز من قدرة الإعلام الوطني على مواكبة التطورات وتحقيق أهداف الدولة في المرحلة المقبلة'، مؤكداً أن 'مخرجات المؤتمر ستكون ذات أهمية كبرى لتقوية الحضور الإعلامي العراقي وتعزيز التعاون مع الإعلام العربي'.

بغداد ملتقى للعرب

بدوره، قال رئيس المرصد العراقي للحريات الصحفية هادي جلو مرعي، لوكالة الأنباء العراقية (واع)، إن 'شبكة الإعلام العراقي تنتهج خطاباً معتدلاً يهدف إلى توحيد العراقيين حول رؤية إعلامية وطنية شاملة'، مشيرا إلى أن 'هذا النهج ينسحب أيضا على علاقات العراق مع الدول العربية في ضوء القمة العربية ومؤتمر الإعلام العربي'.

وبيّن أن 'القمة الإعلامية لا تقتصر على كونها ملتقى إعلامياً، بل تمثل نقلة نوعية لنقل صورة العراق الجديدة إلى العالم العربي، بما يعزز من حضور العراق في خارطة السياسة والإعلام والاقتصاد والتربية والاستثمار'، موضحا أن 'العرب سيعيدون النظر إلى العراق باعتباره ساحة رئيسة للنشاطات السياسية والإعلامية والاستثمارية، في مجالات الصحة، الكهرباء، المياه، الموانئ، المطارات، الزراعة والصناعة'.

تعزيز المشهد السياسي والإعلامي 

الى ذلك أكد أستاذ الإعلام الأكاديمي والمحلل السياسي غالب الدعمي، أن انعقاد مؤتمر الإعلام العربي في بغداد بعد القمة العربية يمثل مؤشراً على حالة صحية فاعلة في المشهد الإعلامي، ويعزز من حضور العراق على الساحة الإعلامية العربية.

وقال الدعمي لوكالة الأنباء العراقية (واع): إن 'شبكة الإعلام العراقي تُعد مؤسسة ذات حضور محلي بارز، ولا يخلو هذا الحضور من عرض وجهات نظر متباينة'، مشيراً إلى أن 'انعقاد هذا المؤتمر يمثل إضافة مهمة للإعلام العراقي ويؤكد دوره المحوري في تعزيز المشهد السياسي والإعلامي عربياً'.

وأضاف، أن 'للعراق تاريخاً عريقاً في الإعلام، إذ شهد عام 1956 تأسيس أول تلفزيون في المنطقة، كما سبقت الصحافة العراقية العديد من الدول العربية في النشر'، مبيناً أن 'المؤتمر يسهم في رفع موثوقية الإعلام العراقي، خاصة من خلال المنصة الرسمية المتمثلة بشبكة الإعلام العراقي'.