انطلقت صباح اليوم الإثنين في تمام الساعة الحادية عشرة، الرحلة الأولى من المرحلة الثانية لمشروع العودة الطوعية للسودانيين العائدين من جمهورية مصر العربية، وذلك عبر القطار “مخصوص رقم 1940 – ثالثة مكيفة” من محطة رمسيس بالعاصمة القاهرة إلى محافظة أسوان، ومن ثم بالبصات إلى السودان، في خطوة تُعد الأولى من نوعها منذ بداية المشروع الذي تتبناه منظومة الصناعات الدفاعية، تحت رعاية وإشراف الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالي، وبتوجيه مباشر من المدير العام للمنظومة الفريق أول ميرغني إدريس سليمان.

وتقل الرحلة الأولى للقطار ألف مواطن سوداني، في عملية تفويج تتحمل المنظومة كامل تكاليفها، بما يشمل تذاكر القطار، والنقل بالبصات من أسوان إلى الخرطوم، بالإضافة إلى الرسوم والوجبات الغذائية، وذلك ضمن خطة متكاملة تهدف إلى إعادة المواطنين إلى مناطقهم بأمان وكرامة، وتشمل وجهات البصات النهائية مدن الخرطوم (الميناء البري)، عطبرة، والقطينة.

وقالت الأستاذة أميمة عبد الله، مديرة إدارة المسؤولية المجتمعية بمنظومة الصناعات الدفاعية، إن هذه الخطوة النوعية باستخدام القطار جاءت لمواجهة التزايد الكبير في أعداد الراغبين في العودة الطوعية، ولتخفيف مشقة السفر. وأضافت: يُعد التفويج بالقطار إنجازاً مهماً من حيث اختصار المسافة وتقليل المشقة على كبار السن والأسر، كما أن سعته الاستيعابية تمكّننا من نقل أعداد كبيرة في وقت وجيز، وسنواصل التفويج بشكل أسبوعي ضمن خطة متكاملة لا تترك أحداً خلفها.

وقد عبّر عدد من العائدين عن امتنانهم وشكرهم للمنظومة وقيادتها على هذه اللفتة الإنسانية الكبيرة، مؤكدين أن العودة بالقطار وفّرت عليهم مشقة السفر، ومنحتهم شعوراً بالطمأنينة في ظل الأوضاع الصعبة التي يعيشونها في بلد اللجوء.

وفي لفتة رمزية تعكس الامتنان، قامت المنظومة بتوزيع كابات تحمل عبارة “شكراً مصر”، كما طُبعت العبارة نفسها على تذاكر القطار التي وُزعت على العائدين، تعبيراً عن التقدير والشكر للدعم المصري المتواصل.

وقدمت منظومة الصناعات الدفاعية الشكر لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وللحكومة المصرية، وللشعب المصري الشقيق، على استضافتهم الكريمة للسودانيين طيلة فترة الحرب، وعلى مساهمتهم الفاعلة وتيسيرهم الكبير لجهود مشروع العودة الطوعية.

ويُذكر أن مشروع العودة الطوعية، الذي أطلقته المنظومة في وقت سابق، قد نجح حتى الآن في تسيير 186 رحلة عبر البصات من القاهرة إلى مدن سودانية متعددة، أعادت الآلاف من المواطنين إلى وطنهم، في واحدة من أنجح المبادرات الوطنية في مجال الإجلاء الإنساني.