كامل المرعاش: ليبيا لن تكون ساحة لصراع تركيا واليونان.. والشراكات الاقتصادية يجب أن تكون وفق المصلحة الوطنية

ليبيا – شدد المحلل السياسي كامل المرعاش على أهمية أن تكون لليبيا علاقات متوازنة مع دول البحر الأبيض المتوسط، وبالأخص دول الاتحاد الأوروبي، وفي مقدمتها اليونان، مع التأكيد على أن المعيار الأول في تلك العلاقات يجب أن يكون مصلحة ليبيا العليا.

الدعوة لعلاقات متوازنة مع تركيا واليونان بعيدًا عن الصراعات

وأوضح المرعاش، في تصريحات لقناة 'ليبيا الحدث' تابعتها صحيفة 'المرصد'، أن العلاقات الليبية مع تركيا أصبحت أكثر هدوءًا، وربما ستثمر عن نتائج أفضل، مؤكدًا أن اليونان دولة صديقة ولها مصالح مع ليبيا يجب مراعاتها.

وشدد على أن ليبيا لن تكون ساحة لصراع دول شرق المتوسط، خاصة بين تركيا واليونان، مشيرًا إلى أن العداوة التاريخية بين البلدين يجب أن تُحل بينهما مباشرة، مع تحميل حكومة السراج السابقة مسؤولية إقحام ليبيا في هذا الصراع من خلال اتفاقية ترسيم الحدود البحرية والمناطق الاقتصادية الخاصة.

ترسيم الحدود مسألة فنية لا سياسية ويجب عدم التسرع

وبيّن المرعاش أن قضية ترسيم الحدود ليست سياسية بل فنية، وتخضع لمعايير علمية واتفاقيات دولية معروفة، عبر لجان تضم قانونيين وجيولوجيين وخبراء دوليين، مؤكدًا أن القرار في هذا الشأن سيادي ويجب أن يصدر عن السلطة التنفيذية ويُحال إلى البرلمان للتصديق.

كما دعا البرلمان إلى عدم التسرع في التصديق على اتفاقية السراج مع تركيا، معتبرًا أن بنودها غامضة، ولم تُعرض على البرلمان في حينها، ولا تزال محل انتقاد حتى اليوم.

تحذير من أي اتفاقات بحرية قبل حل الخلافات الإقليمية

وأكد المرعاش أنه لا يحق لتركيا تقسيم الحدود البحرية مع ليبيا قبل حل خلافاتها مع مصر واليونان وقبرص، مشيرًا إلى أن ليبيا في وضعها الحالي المنقسم لا تستطيع عقد مثل هذه الاتفاقيات، على الأقل في المرحلة الراهنة.

الشراكة الاقتصادية مع الجميع مرحب بها ولكن دون شروط سياسية

وأضاف أن الشراكة الاقتصادية مع جميع الدول مفتوحة، بشرط ألا تكون مشروطة بقضايا أخرى، رافضًا تورط ليبيا في التنافس التركي – اليوناني، وداعيًا إلى بناء علاقات اقتصادية وسياسية جيدة مع الطرفين بما يخدم استعادة السيادة الوطنية الليبية.

تحذير من التعدي على المنطقة الاقتصادية الليبية وتأكيد على صون السيادة

وأكد المرعاش أن المنطقة الاقتصادية الخاصة بليبيا محمية بالقانون الدولي، ولن يُسمح لأي دولة بالقيام بأعمال تنقيب فيها دون موافقة ليبيا، مشددًا على ضرورة مواجهة أي تعدٍّ عليها.

وأشار إلى أن السيادة الليبية لا تقتصر على اليابسة، بل تشمل المنطقة الاقتصادية الحرة، مؤكدًا ثقته في موقف القائد العام للقوات المسلحة المشير خليفة حفتر الذي وصفه بالشخصية الوطنية، مؤكداً أنه لن يتنازل عن أي حق من حقوق السيادة الوطنية.

دعوة لاستقطاب الاستثمارات اليونانية وفق مصلحة ليبيا

واختتم المرعاش تصريحاته بالدعوة لتفعيل الشراكات الاقتصادية وفق المصلحة الوطنية، مرحبًا بالاستثمارات اليونانية والخبرة اليونانية في ليبيا، خاصة في المناطق المستقرة وذات المستقبل الواعد.

وأشار إلى أن كل النقاشات مع المشير حفتر والحكومة تركزت على دعم التعاون الاقتصادي والشراكات الاستراتيجية مع اليونان، مؤكدًا أن هذا التوجه مرحب به.