اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ١١ تموز ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
في إنجاز طبي مصري نادر، أعلنت هيئة الرعاية الصحية بمحافظة الأقصر عن نجاح الفريق الطبي في مستشفى حورس التخصصي في إنقاذ حياة صبي مصري كاد أن يلقى حتفه نتيجة إصابته بواحد من أخطر الأمراض الجلدية النادرة، وهو مرض 'تحلل البشرة السمي' المعروف علميًا باسم Toxic Epidermal Necrolysis، والذي تتجاوز نسبة الوفيات به عالميًا حاجز 50%.
بروتوكول علاجي مكثف أنقذ حياة الطفل
جاء إعلان هذا النجاح الطبي من خلال بيان رسمي أصدره مجلس الوزراء المصري، حيث أوضح أن الطفل كان قد تنقل بين عدد من المستشفيات قبل وصوله إلى مستشفى حورس، حيث تم تشخيص حالته بدقة من قبل فريق طبي متعدد التخصصات، وإيداعه وحدة العناية المركزة للأطفال، لبدء بروتوكول علاجي مكثف استمر لأكثر من 21 يومًا.
وشارك في عملية العلاج فرق طبية من تخصصات عدة، من بينها طب الأطفال، والعناية المركزة، وجراحة التجميل، والأمراض الجلدية، وطب العيون، إلى جانب فرق التمريض والصيدلة الإكلينيكية، ليكلل التنسيق المشترك بينهم في النهاية بإنقاذ حياة الطفل واستقرار حالته تدريجيًا حتى أصبح على مشارف الشفاء التام.
المرض بدأ بطفح جلدي وانتهى بتآكل 90% من الجلد
وفي تصريحات خاصة لـ'العربية.نت' و'الحدث.نت'، كشف الدكتور أحمد إسماعيل، رئيس قسم الأطفال بمستشفى حورس، أن أعراض المرض بدأت على الطفل في شكل طفح جلدي يشبه 'الجديري المائي'، كاستجابة تحسسية لأدوية معينة تناولها الطفل دون إشراف طبي.
وبعد سلسلة من الفحوص الدقيقة، تبيّن أنه مصاب بـ'تحلل البشرة السمي'، وهو تفاعل مناعي شديد الخطورة يؤدي إلى تآكل طبقات الجلد بشكل يشبه الحروق، موضحًا أن الحالة التي وصلت إليهم كانت قد بلغت مرحلة متقدمة جدًا، حيث تآكل أكثر من 90% من سطح جلد الطفل.
تدخل دوائي ومناعي أنقذ حياة الطفل
أكد الدكتور إسماعيل أن الفريق الطبي قام باستخدام أدوية مناعية عالية الكفاءة، وتمكن من احتواء الحالة تدريجيًا، موضحًا أن هذا النوع من الأمراض لا يحتمل أي تأخير في التشخيص أو العلاج.
كما شدد على أهمية توعية أولياء الأمور بعدم إعطاء أطفالهم أي أدوية دون استشارة طبية متخصصة، لتجنب مثل هذه الحالات الخطيرة التي قد تُعرض حياة الأطفال للخطر.
انفصال شبه كامل للجلد وامتداد التآكل للعين
من جانبه، أوضح الدكتور أمجد عبدالعزيز، استشاري أمراض القلب ومدير مستشفى حورس، أن الطفل عند وصوله كان يعاني من انفصال شبه كامل في الجلد عن الجسم، وهي حالة تشبه الحروق من الدرجة الثالثة، كما أن التآكل امتد إلى منطقة العين، ما تسبب في مضاعفات تهدد الرؤية.
وأشار إلى أن التنسيق بين التخصصات الطبية المختلفة، كان هو مفتاح النجاح في إنقاذ الطفل، حيث تم إعداد خطة علاج دقيقة بناءً على التشخيص الجماعي، وتم تنفيذها على مراحل حتى استقرت الحالة.
مهاجمة المناعة للجسم وإصابات تشبه الحروق
أما الدكتورة داليا مساعد أحمد، رئيس قسم الأمراض الجلدية بمستشفى حورس، فقد أكدت أن هذا المرض النادر هو نتيجة رد فعل مناعي مفرط من الجسم تجاه أدوية معينة، ما يؤدي إلى مهاجمة جهاز المناعة للجلد، وانفصاله عن الجسم بصورة تشبه الحروق، وقد يؤدي ذلك إلى فقدان أجزاء واسعة من الجلد، ويؤثر أيضًا على أعضاء الجسم الحيوية.
وأشارت إلى أنه بعد تحديد طبيعة المرض، تم توفير العلاج المناعي المناسب، بالإضافة إلى أدوية تساعد على إعادة ترميم الجلد وتحفيز عملية الشفاء، ما أدى إلى تحسن تدريجي في حالة الطفل حتى أصبحت مؤشرات الشفاء إيجابية للغاية.
دعوة للتشخيص المبكر والحذر في تناول الأدوية
وفي ختام التصريحات، شددت الطبيبة داليا مساعد على أهمية التشخيص المبكر لأي حالة جلدية غير معتادة، وخاصة تلك التي تتطور بسرعة أو تترافق مع ارتفاع في درجة الحرارة أو أعراض عامة خطيرة.
كما أكدت على ضرورة عدم تناول أدوية دون وصفة طبية، خاصة في حالات الأطفال، لأن التحسس من بعض الأدوية يمكن أن يكون قاتلًا في بعض الأحيان، كما في حالة 'تحلل البشرة السمي'.